وهم يتوارثون الجذام والبرص إلى الساعة. وروى جماعة من الثقات انه لما أمر المتوكل بحرث قبر الحسين وأن يجري الماء عليه من العلقمي أتى زيد المجنون وبهلول المجنون إلى كربلا فنظرا إلى القبر وإذا هو معلق بالقدرة في الهواء. فقال زيد: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) وذلك أن الحراث حرث سبع عشر مرة والقبر يرجع على حاله، فلما نظر الحراث إلى ذلك آمن بالله وحل البقر، فأخبر المتوكل فأمر بقتله.
أمالي الطوسي بروايات كثيرة: ان المتوكل كل بعث إبراهيم الديزج وهارون المغربي في تخريب قبر الحسين وحرث أرضه، فلما أخذ الفعلة في ذلك حيل بينهم وبين القبر ورموا بالنشاب، فقال الديزج: قارموهم أنتم أيضا، فرموا فعاد كل سهم إلى صاحبه فقتله، فأمرهم بالثيران للحرث فلم تجز فضربت حتى تكسرت العصا في أيديهم فسود الله وجه المغربي ورأي الديزج في منامه يتفل رسول الله في وجهه فمرض مرض سوء وبقى كالمدهوش فما أمسى حتى مات، ثم إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة فسأل عالما عن ذلك فقال: قد وجبت عليه القتل إلا أن من قتل أباه لم يطل عمره، فقال: لا أبالي إذا أطعت الله بقتله ألا يطول في قتله عمري وكان جميع ذلك في يومين. وأنشد عبد الله بن دانية في ذلك:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا * في قتله فتتبعوه رميما فصل: في مكارم أخلاقه عليه السلام عمرو بن دينار قال: دخل الحسين على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول:
وا غماه، فقال له الحسين: وما غمك يا أخي؟ قال: ديني وهو ستون ألف درهم، فقال الحسين: هو علي، قال أخشى ان أموت، فقال الحسين: لن تموت حتى أقضيها عنك قال: فقضاها قبل موته. وكان (ع) يقول: شر خصال الملوك الجبن من الأعداء والقسوة على الضعفاء، والبخل عند الاعطاء.
وفي كتاب انس المجلس: ان الفرزدق أتى الحسين لما أخرجه مروان من المدينة فأعطاه (ع) أربعمائة دينار، فقيل له: شاعرة فاسق مشهر، فقال (ع): ان خير مالك ما وقيت به عرضك، وقد أصاب رسول الله كعب بن زهير، وقال في عباس بن مرداس