الخيمة وجمعا كثيرا أحاطوا بها فإذا فيهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، ثم نزلت أخرى وفيها النبي وجبرائيل وميكائيل وملك الموت فبكى النبي وبكوا معه جميعا فدنى ملك الموت وقبض تسعا وأربعين فوثب على رجلي (رجل) فوثبت على رجلي وقلت يا رسول الله الأمان الأمان فوالله ما شايعت في قتله ولا رضيت، فقالت: ويحك وأنت تنظر إلى ما يكون؟ فقلت نعم، فقال: يا ملك الموت خل عن قبض روحه فإنه لا بد ان يموت يوما، فتركني وخرجت إلى هذا الموضع تائبا على ما كان مني.
النطنزي في الخصائص: لما جاؤوا برأس الحسين ونزلوا منزلا يقال له قنسرين اطلع راهب من صومعته إلى الرأس فرأى نورا ساطعا يخرج من فيه ويصعد إلى السماء فأتاهم بعشرة آلاف درهم واخذ الرأس وادخله صومعته فسمع صوتا ولم ير شخصا قال طوبى لك وطوبى لمن عرف حرمته، فرفع الراهب رأسه قال: يا رب بحق عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب اي شئ تريد! قال من أنت؟
قال: انا ابن محمد المصطفى وانا ابن علي المرتضى وانا ابن فاطمة الزهراء وانا المقتول بكربلاء انا المظلوم ان العطشان، فسكت، فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال لا ارفع وجهي عن وجهك حتى تقول انا شفيعك يوم القيامة، فتكلم الرأس فقال:
ارجع إلى دين جدي محمد، فقال الراهب اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فقبل له الشفاعة، فلما أصبحوا اخذوا منه الرأس والدراهم، فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. قال الجوهري الجرجاني حتى يصيح بقنسرين صاحبها * يا فرقة الغي يا حزب الشياطين أتهزؤن برأس بات منتصبا * على القناة بدين الله يؤميني آمنت ويحكم بالله مهتديا * وبالنبي وحب المرتضى ديني فجدلوه صريعا فوق وجنته * وقسموه بأطراف السكاكين وفي أثر عن ابن عباس ان أم كلثوم قالت لحاجب بن زياد: ويلك هذا الألف درهم خذها إليك واجعل رأس الحسين أمامنا واجعلنا على الجمال وراء الناس ليشتغل الناس بنظرهم إلى رأس الحسين عنا فأخذ الألف وقدم الرأس فلما كان الغد أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سودا مكتوب على أحد جانبيها (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) وعلى الجانب الآخر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
تاريخ البلاذري، والطبري، ان الحضرمية امرأة خولي بن يزيد الأصبحي قالت:
وضع خولي رأس الحسين تحت إجانة في الدار فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل