الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٦١
فنكحنا وأنكحنا، فعل الأكفاء، ولستم هناك وأنى يكون ذلك كذلك ومنا النبي ومنكم المكذب (1) ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف (2) ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار (3) ومنا خير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب (4) في كثير مما لنا عليكم فإسلامنا ما قد سمع، وجاهليتكم لا تدفع (5) وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا، وهو قوله تعالى: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " وقوله تعالى: " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة.
ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وآله فلجوا عليهم

(1) المكذب: أبو سفيان كان المكذب لرسول الله وعدوه المجلب عليه وقيل المراد به أبو جهل.
(2) أسد الله حمزة. وأسد الأحلاف قيل هو: أسد بن عبد العزى، وقيل عتبة بن ربيعة، وقيل أبو سفيان لأنه حزب الأحزاب، وحالفهم على قتال النبي " ص " في غزوة الخندق.
(3) وصبية النار: إشارة إلى الكلمة التي قالها النبي " ص " لعقبة بن أبي معيط حين قتله يوم بدر وقال - كالمستعطف له صلى لله عليه وآله -: " من للصبية يا محمد " قال: " النار ".
(4) حمالة الحطب: أم جميل بنت حرب بن أمية امرأة أبي لهب.
(5) لا تدفع أي: لا تنكر وفي بعض النسخ " وجاهليتنا " وحينئذ يكون المعنى شرفنا وفضلنا في الجاهلية لا ينكره أحد.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست