جعفر العمري رحمه الله (1)، قال أبو نصر: كان أسديا فنسب (2) إلى جده فقيل العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام (قال: لا يجمع على امرئ بين عثمان وأبو عمرو) (3) وأمر بكسر كنيته، فقيل العمري، ويقال له: العسكري أيضا، لأنه كان من عسكر سر من رأى، ويقال له: السمان، لأنه كان يتجر في السمن تغطية على الامر.
وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفا (4).
315 - فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي علي محمد بن همام الإسكافي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت:
يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.
فلما مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن العسكري (5) عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لأبيه، فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا (6) والممات، فما قاله