وبما قدمناه أيضا من أنه " لا يمضي إمام حتى يولد له ويرى عقبه " (1).
ويؤكد ذلك ما رواه:
188 - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن سليمان بن رشيد (2)، عن الحسن بن علي الخزاز قال: دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أنت إمام؟ قال: نعم، فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لا يكون الامام إلا وله عقب.
فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت (3)؟ ليس هكذا قال جعفر عليه السلام، إنما قال جعفر عليه السلام: لا يكون الامام إلا وله عقب إلا الامام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليهما السلام فإنه لا عقب له، فقال له:
صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول (4).
وما دللنا عليه من أن الزمان لا يخلو من إمام عقلا وشرعا يفسد هذا القول أيضا.
189 - فأما تمسكهم بما روي: " تمسكوا بالأول حتى يصح لكم الآخر " (5).
فهو خبر واحد، ومع هذا فقد تأوله سعد بن عبد الله بتأويل قريب قال:
قوله: " تمسكوا بالأول حتى يظهر لكم الآخر " هو دليل على إيجاب الخلف، لأنه يقتضي وجوب التمسك بالأول ولا يبحث عن أحوال الآخر إذا كان مستورا غائبا في تقية حتى يأذن الله في ظهوره، ويكون الذي يظهر أمره ويشهر نفسه، على أن