فإذا أورد إليهم خبر عن أحد العترة الأبرار، والأئمة الأطهار، أهل بيت النبوة، ومعدن العلم والحكمة، صلوات الله عليهم أجمعين لم يصغوا إليه، ويدعوا المعقول عليه، وكان عندهم دون أخبار الآحاد رتبة، وأقل منها درجة.
ويختارون عليه أخبار أبي هريرة الذي قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " إن فيك لشعبة من الكفر " (1).
وأخبار مغيرة بن شعبة الذي شهد عليه ثلاثة بالزنا عند عمر بن الخطاب، ولعن الرابع حتى تلجلج في الشهادة، فدفع عنه الحد (2).
وأخبار أبي موسى الأشعري مقيم الفتنة، ومضل الأمة، الذي أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) أنه إمام الفرقة المرتدة، فقال فيما رواه حذيفة، عن سلمان: " ستفترقون على ثلاث فرق، فرقة منها على الحق لا ينقص الباطل منها شيئا يحبونني ويحبون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهبة الحمراء أوقد عليها صاحبها فلم تزدد إلا خيارا، وفرقة على الباطل لا ينقص الحق منها شيئا يبغضونني ويبغضون أهل بيتي، مثلهم مثل الحديدة أوقد عليها صاحبها فلم تزدد إلا شرا، وفرقة مذبذبة (3) بين هؤلاء على ملة السامري يقولون: لا مساس، إمامهم الأشعري " (4).
وأخبار عبد الله بن عمر الذي لم يحسن أن يطلق امرأته (5)، والذي قعد عن بيعة