قال: وجاء رجل حتى دخل عسكر الحسين فجاء إلى رجل من أصحابه فقال له: إن خبر ابنك فلان وافى، إن الديلم أسروه فتنصرف معي حتى نسعى في فدائه فقال: حتى اصنع ماذا: عند الله احتسبه ونفسي، فقال له الحسين " ع " انصرف وأنت في حل من بيعتي وانا أعطيك فداء ابنك. فقال: هيهات ان أفارقك ثم اسأل الركبان عن خبرك. لا يكن والله هذا ابدا ولا أفارقك، ثم حمل على القوم فقاتل حتى قتل رحمة الله عليه ورضوانه.
قال: وجعل الحسين يطلب الماء وشمر - لعنه الله - يقول له: والله لا ترده أو ترد النار فقال له رجل: الا ترى إلى الفرات يا حسين كأنه بطون الحياة، والله لا تذوقه أو تموت عطشا فقال الحسين " ع " اللهم أمته عطشا.
قال: والله لقد كان هذا الرجل يقول. أسقوني ماء فيؤتى بماء فيشرب حتى يخرج من فيه وهو يقول. أسقوني قتلني العطش، فلم يزل حتى مات - لعنه الله - قال أبو مخنف: فحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال. لما اشتد العطش على الحسين دعا أخاه العباس بن علي فبعثه في ثلاثين راكبا وثلاثين راجلا وبعث معه بعشرين قربة فجاءوا حتى دنوا من الماء فاستقدم امامهم نافع بن هلال الجملي فقال له عمرو بن الحجاج. من الرجل؟ قال. نافع بن هلال قال.
مرحبا بك يا أخي ما جاء بك؟ قال. جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلاءتمونا عنه قال. اشرب قال. لا والله لا اشرب منه قطرة والحسين عطشان فقال له عمرو لا سبيل إلى ما أردتم إنما وضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء فلما دنا منه أصحابه قال للرجالة. إملاءوا قربكم فشدت الرجالة فدخلت الشريعة فملاءوا قربهم ثم خرجوا ونازعهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال الجملي جميعا فكشفوه ثم انصرفوا إلى رحالهم وقالوا للرجالة. انصرفوا. فجاء أصحاب الحسين " ع " بالقرب حتى ادخلوها عليه.
قال المدائني أبو غسان عن هارون بن سعد عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة