ظلمته. فوجه إليه ابن زياد: طمعت يا ابن سعد في الراحة وركنت إلى دعة ناجز الرجل وقاتله ولا ترض منه إلا أن ينزل على حكمي.
فقال الحسين: معاذ الله ان انزل على حكم ابن مرجانة ابدا فوجه ابن زياد شمر بن ذي الجوشن الضبابي - أخزاه الله - إلى ابن سعد - لعنه الله - يستحثه لمناجزة الحسين فلما كان في الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين ناجزه ابن سعد - لعنه الله - فجعل أصحاب الحسين " ع " يتقدمون رجلا رجلا يقاتلون حتى قتلوا.
وقال المدائني عن العباس بن محمد بن رزين عن علي بن طلحة وعن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن حميد بن مسلم وقال عمر بن سعد البصري:
عن أبي مخنف عن زهير بن عبد الله الخثعمي وحدثنيه أحمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن العلوي عن بكر بن عبد الوهاب عن إسماعيل بن أبي إدريس عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: إن أول قتيل قتل من ولد أبي طالب مع الحسين ابنه علي " ع " قال: فأخذ يشد على الناس وهو يقول:
انا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي من شبث ذاك ومن شمر الدني * أضربكم بالسيف حتى يلتوي ضرب غلام هاشمي علوي * ولا أزال اليوم أحمي عن أبي والله لا يحكم فينا ابن الدعي ففعل ذلك مرارا فنظر إليه مرة بن منقذ العبدي فقال: على آثام العرب إن هو فعل مثل ما أراه يفعل ومر بي ان أثكله أمه. فمر يشد على الناس ويقول كما كان يقول فاعترضه مرة وطعنه بالرمح فصرعه واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم.
وقال أبو مخنف: عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال: سماع اذني يومئذ الحسين وهو يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله ثم قال: على الدنيا بعدك العفا.