قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد وكتب اسمه تحتها. ثم دخلنا المنصورة فلم نجد شيئا، فدخلنا قندهار، فأحللته قلعة لا يرومها رائم ولا يطير بها طائر. وكان والله أفرس من رأيت من عباد الله ما إخال الرمح في يده إلا قلما فنزلنا بين ظهراني قوم يتخلقون بأخلاق الجاهلية، يطرد أحدهم الأرنب فتضيف قصر صاحبه، فيمنعها ويقول: أتطلب جاري.
قال: فخرجت لبعض حاجتي وخلفني بعض تجار أهل العراق، فقالوا له:
قد بايع لك أهل المنصورة، فلم يزالوا به حتى صار إليها.
فحدثت ان رجلا جاء إلى أبي جعفر فقال له: مررت بأرض السند فوجدت كتابا في قلعة من قلاعها فيه كذا وكذا. فقال له: هو هو. ثم دعا هشام بن عمرو بن بسطام التغلبي، فقال: اعلم أن الأشتر بأرض السند. وقد وليتك عليها، فانظر ما أنت صانع.
فشخص هشام إلى السند. فقتله وبعث برأسه إلى أبي جعفر. (1)