من أجابه، حتى صار في عدة فغلب على مياه الكوفة، ومياه البصرة، وهمدان وقم، والري، وقومس وإصبهان، وفارس، وأقام هو بإصبهان.
قال: وكان الذي اخذ له البيعة بفارس محارب بن موسى مولى بني يشكر فدخل دار آلاء مارة بنعل ورداء، فاجتمع الناس إليه فأخذهم بالبيعة فقالوا: علام نبايع؟ فقال: على ما أحببتم وكرهتم. فبايعوه على ذلك.
وكتب عبد الله بن معاوية، فيما ذكر محمد بن علي بن حمزة عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الجعفري، عن أبيه عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن جعفر ابن الوليد مولى أبي هريرة ومحرز بن جعفر.
أن عبد الله بن معاوية كتب إلى الأمصار يدعو إلى نفسه لا إلى الرضا من آل محمد. قال: واستعمل أخاه الحسن على إصطخر، وأخاه يزيد على شيراز وأخاه عليا على كرمان، وأخاه صالحا على قم ونواحيها. وقصدته بنو هاشم جميعا، منهم السفاح والمنصور وعيسى بن علي. وقال ابن أبي خيثمة عن مصعب: وقصده وجوه قريش من بني أمية وغيرهم، فمن قصده من بني أمية سليمان بن هشام بن عبد الملك وعمر بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان فمن أراد منهم عملا قلده ومن أراد صلة وصله. فلم يزل مقيما في هذه النواحي التي غلب عليها حتى ولي مروان بن محمد الذي يقال له: مروان الحمار، فوجه إليه عامر بن ضبارة في عسكر كثيف فسار إليه حتى إذا قرب من أصبهان ندب ابن معاوية أصحابه إلى الخروج إليه وقتاله، فلم يفعلوا ولا أجابوه، فخرج على دهش هو وإخوته قاصدين لخراسان، وقد ظهر أبو مسلم بها ونفي عنها نصر بن سيار فلما صار في طريقه نزل على رجل من الثناء ذي مروءة ونعمة وجاءه فسأله معونته فقال أنت من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا قال: أفأنت إبراهيم الامام الذي يدعى له بخراسان؟ قال: لا. قال: فلا حاجة لي في نصرتك.
فخرج إلى أبي مسلم وطمع في نصرته فأخذه أبو مسلم فحبسه عنده واختلف في أمره بعد محبسه. فقال بعض أهل السير: إنه لم يزل محبوسا حتى كتب إلى