قال: فأقبلوا إلى عمرو وهو مقيم بأبرشهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف. وخرج يحيى بن زيد وما معه إلا سبعين فارسا، فقاتلهم يحيى فهزمهم وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منه دواب كثيرة، ثم اقبل حتى مر بهراة وعليها المغلس بن زياد فلم يعرض أحد منهما لصاحبه وقطعها يحيى حتى نزل بأرض الجوزجان فسرح إليه نصر بن سيار سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم فلحقه بقرية يقال لها ارغوى وعلى الجوزجان يومئذ حماد بن عمرو السعدي ولحق بيحيى بن زيد أبو العجارم الحنفي والخشخاش الأزدي (1) فأخذ الخشخاش بعد ذلك نصر فقطع يديه ورجليه وقتله.
وعبأ سلم - لعنه الله - أصحابه فجعل سورة بن محمد الكندي على ميمنته وحماد بن عمرو السعدي على ميسرته.
وعبأ يحيى أصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشد قتال، حتى قتل أصحاب يحيى كلهم، وأتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه.
وأخذ العنزي الذي قتله سلبه، وقميصه فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما.
وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله - صلوات الله عليه ورضوانه -.