رجع الحديث إلى سياقه:
قال: فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد - لعنه الله - يعلمه ذلك، فكتب إليه يأمره ان يؤمنه ويخلى سبيله وسبيل أصحابه، فكتب يوسف بذلك إلى نصر ابن سيار فدعى به نصر فأمره بتقوى الله وحذره الفتنة. فقال له يحيى: وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء واخذ ما لستم له بأهل؟ فلم يجبه نصر بشئ، وامر له بألفي درهم ونعلين وتقدم إليه ان يلحق بالوليد. فخرج يحيى حتى قدم سرخس وعليها عبد الله بن قيس بن عباد البكري، فكتب إليه نصر أن اشخص يحيى عن سرخس. وكتب إلى الحسن بن زيد التميمي عامله على طوس:
إذا مر بك يحيى فلا تدعه يقيم ساعة وأرسله إلى عامر بن زرارة بأبرشهر ففعلوا ذلك. ووكل به سرحان بن نوح العنبري وكان على مسلحة المتعب. فذكر يحيى بن زيد نصر بن سيار فطعن عليه كأنه إنما فعل ذلك مستقلا لما أعطاه وذكر يوسف بن عمر فعرض به وذكر انه يخاف غيلته إياه ثم كف عن ذكره فقال له الرجل: قل ما أحببت - رحمك الله - فليس عليك مني عين (1).
فقال: العجب لهذا الذي يقيم الاحراس علي، والله لو شئت ان ابعث إليه فأوتي به وآمر من يتوطاه لفعلت ذلك - يعني الحسين بن زيد التميمي -. قال:
فقلت له: والله ما لك فعل هذا، إنما هو رسم في هذا الطريق لتشبث الأموال.
قال: ثم اتينا عمرو بن زرارة بأبرشهر فأعطى يحيى ألف درهم نفقة له ثم أشخصه إلى بيهق فأقبل يحيى من بيهق وهي أقصى عمل خراسان في سبعين رجلا راجعا إلى عمرو بن زرارة وقد اشترى دواب وحمل عليها أصحابه. فكتب عمرو إلى نصر بن سيار بذلك فكتب نصر إلى عبد الله بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس والحسن بن زيد عامله بطوس ان يمضيا إلى عامله عمرو بن زرارة وهو على أبرشهر وهو أمير عليهم، ثم يقاتلوا يحيى بن زيد.