خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢٠٩
وشرح آخر له عليه يقرب من ثلاثين ألف بيت.
وشرح الفاضل المعاصر الآميرزا إبراهيم الخوئي.
ولعل السارح طرفه في أكناف التراجم يقف على أضعاف ما عثرنا عليه.
وأما مشايخه: فقال (رحمه الله) في تفسير قوله تعالى: * (رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت) * (1)، في وجه قراءة من قرأ وضعت - بضم التاء، ومن قرأها بتسكينها - قال: قال لي شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى النحوي صاحب أبي علي الفارسي، وهذا الشيخ كنت بدأت بقراءة النحو عليه قبل شيخنا أبي الفتح عثمان بن جني، فقرأت عليه مختصر الجرمي، وقطعة من كتاب الايضاح لأبي علي الفارسي، ومقدمة أملاها علي كالمدخل إلى النحو، وقرأت عليه العروض لأبي إسحاق الزجاج، والقوافي لأبي الحسن الأخفش، وهو ممن لزم أبا علي السنين الطويلة، واستكثر منه، وعلت في النحو طبقته، وقال لي:
بدأت بقراءة مختصر الجرمي على أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (رحمه الله) في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، ثم انتقلت إلى أبي علي (2). انتهى.
وظاهره أنه لم يقرأ على السيرافي، وإلا لأشار إليه، مع أنه عند وفاة السيرافي كان ابن تسع سنين، كما يظهر من تاريخ ولادة الأول، ووفاة الثاني (3).
ونقل ابن خلكان عن بعض مجاميع ابن جني: أن الشريف الرضي احضر إلى ابن السيرافي النحوي وهو طفل جدا لم يبلغ عشر سنين فلقنه النحو، وقعد يوما في الحلقة فذاكره بشئ من الاعراب على عادة التعليم، فقال: إذا قلنا: رأيت عمر، فما علامة النصب في عمر؟ فقال: بغض علي عليه السلام!

(١) آل عمران ٣: ٣٦.
(٢) حقائق التأويل في متشابه التنزيل: ٨٧.
(٣) إذ أن ولادة الشريف الرضي (رحمه الله) كانت في سنة ٣٥٩، ووفاة السيرافي في سنة ٣٦٨، انظر مقدمة حقائق التأويل: ٢٨.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»