خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٢١٣
استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم، انصرف إذا شئت (1).
الخامس: السيد السند المقدم المعظم، ومنبع العلوم والآداب والاسرار والحكم، محيي آثار أجداده الأئمة الراشدين، وحجتهم البالغة الدامغة على أعداء الدين، المؤيد المسدد بروح القدس عند مناظرة العدى، الملقب من جده المرتضى في الرؤيا الصادقة السيماء بعلم الهدى، سيدنا أبو القاسم الثمانيني، ذو المجدين، علي بن الحسين الموسوي أخو الشريف الرضي، أمره في الجلالة والعظمة في الفرقة الامامية أشهر من أن يذكر، وأجل من أن يسطر.
قال الشهيد في أربعينه: نقلت من خط السيد العالم صفي الدين محمد ابن معد الموسوي، بالمشهد المقدس الكاظمي، في سبب تسمية السيد المرتضى بعلم الهدى، أنه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد، في سنة عشرين وأربعمائة، فرأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ قال: علي بن الحسين الموسوي.
فكتب الوزير إليه بذلك، فقال المرتضى رضي الله عنه: الله الله في أمري، فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علي، فقال الوزير: ما كتبت إليك إلا بما لقبك به جدك أمير المؤمنين عليه السلام: فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب إلى المرتضى: تقبل يا علي بن الحسين ما لقبك به جدك، فقبل واسمع

(1) خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: 81 - 82.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»