الانقياد له من غير أن يكون له تصرف وتدبير وإرادة فيها، والأخير هو الأنسب هنا بقرينة قوله: «لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء إبليس» فنفى أن يكون له تعالى مشية وإرادة وتدبير وتصرف في أفعال العباد وأثبت ذلك لإبليس، وقد مر فساد ذلك في ذلك الباب.
قوله (أو حروري) الحرورية: فرقة من الخوارج منسوبة إلى «حروراء» بالمد والقصر وفتح الحاء فيهما، وهي قرية قريبة من الكوفة كان أول جماعتهم وتحكيمهم فيها وإنما سموا بذلك لأنهم لما رجعوا عن الصفين وأنكروا التحكيم نزلوا بحروراء وتآمروا فيها على قتال علي (عليه السلام) فسموا حرورية.
قوله (أو جهمي) في المغرب: رجل جهم الوجه: عبوس، وبه سمى جهم بن صفوان المنسوب إليه الجهمية وهي فرقة شايعته على مذهبه وهو القول بان الجنة والنار تفنيان وأن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات وأنه لا فعل لأحد على الحقيقة إلا الله وأن العباد فيما ينسب إليهم من الأفعال كالشجر تحركه الريح فإن الإنسان لا يقدر على شيء إنما هو في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار وإنما يخلق الأفعال فيه على حسب ما يخلق في الجمادات (1) وتنسب إليه مجازا كما تنسب إليها ولا يجوز الاقتداء بالجهمي.
قوله (إنما هي معرفة) الضمير راجع إلى الإيمان، والتأنيث باعتبار الخبر.
قوله (ليس الإيمان شيء غيرها) (2) «شيء» مرفوع في جميع النسخ التي رأيناها، ولعل وجهه أن اسم ليس ضمير الشأن والجملة بعدها خبرها، أو أن خبرها - وهو الإيمان - مقدم على اسمها وهو «شيء».
* الأصل:
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جمعيا، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما نظر الله عز وجل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه والنصيحة إلا كان معنا في الرفيق الأعلى.