شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٣
فيهما باحتمالات فاسدة وهمية كاحتمال السحر ونحوه.
قوله (فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك) لما أعرضوا عن الحق وأنكروه وأبطلوا استعدادهم الفطري (1) استحقوا سلب اللطف عنهم، فشبه ذلك بالطبع لأنه مانع من دخول الحق في قلوبهم كالطبع، قال الفاضل الأسترآبادي: هذا صريح في أن إضلال الله تعالى بعض عباده من باب المجازاة لا الابتداء كما زعمته الأشاعرة.
قوله (ثم اطلق الله لسانهم) أي وفقهم لذلك وهداهم إليه لا لأن ينفعهم به بل لأن يدفع به ضررهم عن أوليائه.
قوله (فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه) قال الله تعالى فيما ناجى موسى بن عمران (عليه السلام) «إني أنا الله فوق العباد والعباد دوني وكل لي داخرون، فاتهم نفسك ولا تأتمن ولدك على دينك إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصالحين».
قوله (فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم) المحيا: مفعل من الحياة وهو ضد الموت، أي اجعل حياتهم مثل حياتنا في صرفها إلى طاعاتك والتوصل إلى مرضاتك، واجعل موتهم مثل موتنا في الابتهاج بدخول جنانك والسرور بمشاهدة رضوانك، ويحتمل أن يكون المراد اجعل زمان حياتهم و موتهم مثل زمان حياتنا وموتنا فيما ذكر.
قوله (ولا تسلط عليهم عدوا لك) طلب دفع قدرته عنهم ورفع امضاء شوكته منهم.
قوله (فتفجعنا بهم) أي فتوجعنا بسبب تسلط العدو عليهم أو فتوجعنا معهم وقد يكنى به عن الهلاك وهو الأنسب هنا بالسياق.

1 - قوله «وأبطلوا استعدادهم الفطري» تصريح بأن هؤلاء الأقوام ذوو استعداد فطري نحو الخير وليس معنى خلقهم من طينة خبيثة قهرهم على الباطل والشر أو تقريبهم إليهما، وبالجملة قيد الشارح (رحمه الله) كل كلمة يتوهم منها الظلم والجبر بقيد يندفع منه احتمال ذلك. وهنا سؤال وهو أنه ما الفرق بين ما تحقق عقلا ونقلا من اختلاف استعداد أفراد الناس في الفهم والإدراك كما مر في أول الباب، وبين اختلاف فطرتهم في قبول الحق والتوحيد والولاية؟ قلنا أما الأول فلا يجب ظلما ولا جبرا وكل من له استعداد لشيء يجزي على قدر استعداده، كما لا يعد حرمان الحيوان عن علوم الإنسان ظلما ولا حرمان البليد عن فضائل الفطن جبر بعد أن لكل منهما ثوابا على عمله بقدر استحقاقه، وأما محرومية الملحد والناصب عن التوحيد والولاية بمقتضى الفطرة قهرا ثم عقابه على تلك المحرومية القهرية ظلم ولو فرض محالا أن بعض أفراد الإنسان بمنزلة السباع ليس فيهم فطرة نحو الخير بل مجبولون على الشر ومجبورون عليه التزمنا بنفي التكليف عنهم كالمجانين.
(ش)
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417