شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٧٠
وميله إلى نجد الخير (نكت في قلبه نكتة من نور) أي أحدثها فيه وهو من نكت الأرض بالقضيب إذا أثر فيها (وفتح مسامع قلبه) التي يسمع بها كلمات الحق وإلهامات الملك (ووكل به ملكا يسدده) بإلهام الحق ونفخ الصواب وهذا التسديد يسمى لمة الملك (وإذا أراد بعبد سوء) لحركته إلى نجد الشر وميله إلى سبيل الضلال (نكت في قلبه نكتة سواء وسد مسامع قلبه) وهو الختم لئلا يدخل فيه الحق (ووكل به شيطانا يضله) يعني خلى بينه وبين الشيطان ليضله عن الحق ويلهمه الباطل وهذا الإضلال يسمى لمة الشيطان.
ومن طريق العامة «أن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب الحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فيحمد الله ومن وجد الاخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم (1)»، وتوضيح ذلك أن الله تعالى خلق القلب صافيا مجلوا قابلا للصفات النورانية، فإن مال إلى الحق يحدث الله تعالى فيه نور الإيمان ويوفقه له وهو المراد بالنكتة النورانية لأن الإيمان وغيره من الفضائل كلها نورانية وبذلك النور ينفتح المسامع القلبية ويقرأ عليه الملك كلمات الخيرات فإن استمع إليها واعتقد بالعقليات عمل وبالعمليات ازدادت نورانيته حتى يصير نورا صرفا يتنور في عالم الأرواح كالشمس في عالم الأجسام، وإن مال إلى الباطل يحدث الله تعالى فيه ظلمة الكفر ويسلب التوفيق عنه حتى يمضي ما أراد أمضاءه، وهذا هو المراد بالنكتة السوداء لأن الكفر وغيره من الدمائم كلها ظلمة وسوداء وبتلك النكتة السوداء ينسد مسامع الإلهامات الملكية وينفتح مسامع الوساوس الشيطانية فيقرء الشيطان عليه كلمات الشرور فإن استمع إليها وعمل بها ازدادت ظلمته حتى يصير كله ظلمانيا صرفا كالقمر المنخسف، وسيجئ لهذا زيادة تحقيق في باب الذنوب إن شاء الله تعالى (ثم تلا هذه الآية:
(فمن يرد الله أن يهديه)) في الآخرة إلى طريق الجنة وفي الدنيا إلى طريق الخيرات بعد أن عرفه النجدين وحسن استعداده لنجد الخير (يشرح صدره للإسلام) أي لقبول معارفه وأحكامه حتى تتأكد عزمه عليها ويقوي الداعي على التمسك بها ويزول عنه الوساوس والشيطانية والهواجس النفسانية وذلك من لطف الله تعالى عليه وكمال إحسانه إليه (ومن يرد أن يضله) عن طريق الجنة بإرشاده إلى النار وتخليته مع الشرور لأجل إبطاله الاستعداد الفطري وإعراضه عن طريق الخير (يجعل صدره ضيقا حرجا) لانقباضه بقبض الكفر والعصيان وتقيده بقيد الظلمة والطغيان، يعني أنه تعالى يسلب اللطف عنه لا أنه يسلب الإيمان عنه بل لا يبعد أن يقال: إن يقال: إن صنعه

1 - أخرجه الترمذي في السنن ج 11 ص 109 وقال هذا حديث حسن غريب.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354