إماما) الظاهر أن «من» جارة، وإماما مفعول لنصب، وعقب الرجل ولده وولد ولده وفيها لغتان عقب بالكسر وعقب بالضم والتسكين. ويحتمل أي يكون موصولة، و «إماما» حال عنه.
قوله (علما بينا) أي واضحا لوضوح حاله في العقل والحلم والعلم والكرم والبر والتقوى وغير ذلك من الكمالات الإنسانية والصفات النفسانية والأعمال البدنية.
قوله (وهاديا نيرا) أي هاديا للقرن الذي هو فيهم نيرا كالشمس فإنه يضيء عالم العقول والأرواح كما أن الشمس تضيء عالم الأجسام والأشباح.
قوله (وإماما قيما) أي مستقيما في عقائده وأقواله وأعماله وسائر صفاته الكاملة، أو قائما بأمر الإمامة والامة.
قوله (وحجة عالما) لم يذكر متعلق العلم للدلالة على التعميم.
قوله (أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون) يهدون حال عن الأئمة أو استيناف و «بالحق» حال عن فاعله أو متعلق به أي هم أئمة يهدون الخلق حال كونهم متلبسين بالحق أو يهدونهم بكلمة الحق وبه يعدلون بينهم في الأحكام وغيرها لاتصافهم بفضيلة العدل والإيقان وبعدهم عن رذيلة الجور و العدوان.
قوله (حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه) جمع الداعي والراعي يقال: رعيتهم رعاية أي حفظتهم ورعيت الأغنام رعيا أي أرسلتها إلى المرعى وكفلت مصالحها، والجار متعلق بالثلاث على سبيل التنازع أي هم حجج الله على خلقه إذ بهم يحتج الله على خلقه في أمر الدين والدنيا ودعاته عليهم يدعونهم إلى طريق معرفته ومعرفة شريعته، ورعاته عليهم يحفظونهم عن المكاره أو المقابح ويرشدونهم إلى المحاسن والمصالح.
قوله: (يدين بهداهم العباد) الهدى بضم الهاء وفتح الدال: «راه نمودن»، وبفتح الهاء وسكون الدال: السيرة السوية: أي العباد يطيعون الله ورسوله بسبب هدايتهم أو بسيرتهم.
قوله: (وتستهل بنورهم البلاد) تستهل إما على صيغة المعلوم أي تستضيء بنور علومهم البلاد أو أهلها على سبيل الاستعارة بتشبيه العلم بالنور في الهداية إلى المقصود أو تهلل بنورهم وجه أهل البلاد من شدة فرحهم يقال: استهل وجه الرجل وتهلل من فرحه وإما على صيغة المجهول يقال: استهل على ما لم يسم فاعله إذا تبين وأبصر يعني تبصر بنورهم البلاد ولولاه لأحاطت بها الظلمة فلم ير لها أثر.
قوله (وينمو ببركتهم التلاد) التالد والتلاد: المال القديم الذي ولد عندك وهو نقيض الطارف وأصل التاء فيه واو، تقول: تلد المال يتلد ويتلد تلودا وأتلد الرجل إذا اتخذ مالا، ومال متلد، وقد