بعضها في بعض أوفي إحيائها وجمع المشبه به ليفيد شمول المنح لجميع الفنون وأدرج لفظ الباطن ليفيد أنه منح الخلق بواسطتهم لأنهم استادهم ومرشدهم، أو منحهم على أن الباء زائدة، باطن العلم و أصله وغوره لا ظاهره فقط.
قوله: (واجب حق إمامه) الإضافة الاولى من قبيل جرد قطيفة و إنما أدرج الواجب للتصريح بوجود الحق وثبوته من عند الله تعالى و المراد بالحق الواجب الإمامة والطاعة والتسليم والإذعان بقوله وفعله.
قوله: (وجد طعم حلاوة إيمانه) الحلو: نقيض المر، يقال: حلا الشيء يحلو حلاوة وفيه مكنية وتخييلية وترشيح بتشبيه الإيمان بالحلو في ميل الطبع الصحيح إليه وإثبات الحلاوة والطعم له.
قوله (وعلم فضل طلاوة إسلامه) الطلاوة مثلثة الحسن والبهجة والقبول، والفضل: الزيادة، والعلم بذلك الفضل ثابت قطعا لمن تمسك بمذهب أهل البيت و نظر في حسنه وقبح مذهب أهل الخلاف.
قوله (علما لخلقه) أي علامة لهم به يعرفون الطريق الإلهي الذي هو الدين النبوي وحدوده كما يعرف المسافر الطريق الخفي بعلامته المنصوبة له.
قوله (وجعله حجة على أهل مواده وعالمه) العالم وهو الخلق عطف على الأهل أو على المواد، ولعل المراد بها العقول (1) التى مواد معرفته، والإضافتان أعني إضافة المواد والعالم إلى ضميره تعالى بتقدير اللام للاختصاص والملكية يعني جعله حجة على أهل العقول وغيرهم إذ هو حجة على جميع المخلوقات.