قوله (ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه) (1) أي لا ينال ما عند الله من الفضل والكرامة والثواب والجزاء إلا بجهة طرقه وأبوابه المقررة لنيله ومن الطرق والأبواب الإمام (صلى الله عليه وآله) وطريق نوره، والأحكام الشرعية فمن أراد التقرب منه سبحانه والعلوم الحقيقية والأحكام الالهية فليرجع إليه، ومن رجع إلى غيره ضل عن الطريق، وبعد عن الحق، وبطل عمله، كما أشار إليه بقوله «ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته».
قوله (من ملتبسات الدجى) التباس الامور: اختلاطها على وجه يعسر الفرق بينها، والدجية:
الظلمة الشديدة، يقال: دجا الليل إذا تمت ظلمته حتى ألبس كل شيء، أي الإمام عالم بالامور الملتبسة المختلطة التي ألبستها الظلمة وأحاطت بها ويفرق بين صحيحها وسقيمها، وجيدها ورديها، وحقها وباطلها من أعمال العباد وغيرها.
قوله (ومعميات السنن) السنن: الطريقة النبوية والشريعة الالهية، ومعمياتها: مخفياتها وأسرارها التي لا يعلمها أحد إلا بتعليم نبوي وإلهام رباني يقال: عميت معنى البيت تعمية: أي أخفيته ومنه المعمى في الشعر.
قوله (ومشبهات الفتن) الفتنة: الاختبار والاضلال و القتال والإزالة والصرف عن الحق ومشبهاتها الأمور الباطلة التي شبهتها بالحق وصورتها بصورته وجعلها مشكلة في نظر ذوي البصائر بحيث لا يعلم بطلانها وطريق التخلص منها إلا العالم الماهر النحرير. قوله (نصب لخلقه من عقبه