مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات ينصدع جبل الصفا فتخرج منه ليلة الجمعة والناس سائرون إلى منى، وقيل: من أرض الطائف ومعها عصا موسى وخاتم سليمان (عليه السلام) لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب، يضرب المؤمن بالعصا ويكتب في وجهه مؤمن ويطبع الكافر بالخاتم ويكتب في وجهه كافر، وقال عياض: قال المفسرون: إنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد فتسم المؤمن فينير وجهه ويكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين عينيه كافر. وعن ابن عباس أنها الثعبان الذي كان بين الكعبة فاختطفته العقاب. وذكروا أنها آخر الآيات لقيام الساعة ويغلق عندها باب التوبة والعلم والعمل. ويحتمل أن يكون عطفا على قوله لصاحب العصا ويؤيده ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: يا دابة الله، فقال رجل من أصحابه:
يا رسول الله يسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال: لا والله ما هو إلا له خاصة وهو الدابة التي ذكر الله في كتابه (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة، معك ميسم تسم به أعداءك».