سليمان! ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه، جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) الفضل على جميع من خلق الله، المعيب على أمير المؤمنين (عليه السلام) في شيء من أحكامه كالمعيب على الله عز وجل وعلى رسول الله (عليه السلام) والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وبذلك جرت الأئمة (عليهم السلام) واحدا بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بهم والحجة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرت لمحمد (صلى الله عليه وآله) ولقد حملت على حمولة محمد (صلى الله عليه وآله) وهي حمولة الرب، وإن محمدا (صلى الله عليه وآله) يدعى فيكسى ويستنطق وادعى فاكسى واستنطق فأنطق على حد منطقه، ولقد اعطيت خصالا لم يعطهن أحد قبلي. علمت علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني، ابشر بإذن الله واؤدي عن الله عز وجل، كل ذلك مكنني الله فيه بإذنه.
* الشرح:
قوله: (وفصل الخطاب) أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل أو الخطاب المفصول الواضح الدلالة على المقصود للعارف، والمراد به كلام الله المشتمل على المصالح الكلية والجزئية والحكم البالغة والأوامر والنواهي وأحوال ما كان وما يكون إلى يوم القيامة أو الكتب السماوية كلها.
* الأصل:
3 - محمد بن يحيى، وأحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن الحسن، عن علي بن حسان قال:
حدثني أبو عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) ما جاء به آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والفضل لمحمد (صلى الله عليه وآله) المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله والمتفضل عليه كالمتفضل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل وكذلك كان أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده، وجرى للأئمة (عليهم السلام) واحد بعد واحد، جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها وعمد الإسلام ورابطة على سبيل هداه، لا يهتدي هاد إلا بهداهم، ولا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن حقهم، امناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذ ر، والحجة البالغة عل من في الأرض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك