وتكونوا شهداء على الناس كذلك.
قوله: (بما بلغنا) أي بما بلغنا رسول الله عنه جل شأنه أو بما بلغنا الأئمة بتوسطه عن الله جل شأنه والأول أظهر، وفيه دلالة على قبول شهادته لنفسه اعتمادا على عصمته كما صرح به القاضي.
والثاني أنسب.
قوله: (ونحن الشهداء على الناس) بتبليغ الرسل إليهم أو بالطاعة والعصيان أو بالتصديق والتكذيب.
قوله: (فمن صدق صدقناه) أي فمن صدقنا في الإمامة والعقائد وفي كل ما نقول صدقناه يوم القيامة فيما يدعيه من العقائد الكاملة والأعمال الصالحة وغيرها من الأمور النافعة الواقعة، أو من صدق الرسول صدقناه والتعميم أولى.
قوله: (ومن كذب يوم القيامة كذبناه) هكذا في النسخ التي رأيناها إلا في واحدة إذ فيها «ومن كذب كذبناه يوم القيامة» وهذا أوفق بالسابق وأظهر في المعنى. والظرف على النسخ المشهورة متعلق بالفعل المتأخر.
* الأصل:
3 - وبهذا الاسناد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عمر الحلال قال:
سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله الله عز وجل: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الشاهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه.
* الشرح:
قوله: (الشاهد على رسول الله) بالتبليغ وأداء حق الرسالة.
قوله: (على بينة من ربه) دالة على حقيقة نبوته وصدق رسالته وهي الآيات والمعجزات.
* الأصل:
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي قال:
قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله تبارك وتعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ليكون الرسول عليكم شهيدا) قال: نحن الامة الوسط ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه، قلت: قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم) قال: إيانا عنى ونحن المجتبون ولم يجعل الله تبارك وتعالى في الدين من ضيق فالحرج أشد من الضيق (ملة أبيكم إبراهيم) إيانا عنى خاصة و (سماكم المسلمين) الله سمانا المسلمين (من قبل) في الكتب