ما زال منكم هاد بعد هاد حتى دفعت إليك، فقال: رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية، مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى.
* الشرح:
قوله: (حتى دفعت) أي الهداية.
قوله: (لو كانت إذا نزلت آية) «إذا» مع شرطه وجزاه وهو «ماتت الآية» وقع اسما وخبرا لكانت، ثم وقع المجموع شرطا للجزاء «مات الكتاب» ولعله أراد بالآية النازلة على وصف علي (عليه السلام) بأنه الهادي للناس بعد الرسول إلى القوانين الشرعية والأسرار القرآنية وأثبت بقاءها في كل عصر إلى قيام الساعة بقياس استثنائي محصله لو ماتت تلك الآية النازلة على علي (عليه السلام) بعد موته بأن لا يكون بعده هاد ولا يكون لها بعده مصداق مات الكتاب وتعطل لعدم من يهدي الناس إلى أحكامه وأسراره، ولكن التالي باطل لأن الكتاب حي يجري أمره ونهيه وسائر أسراره في اللاحقين إلى قيام الساعة كما جرى في الماضين، فالمقدم وهو موت تلك الآية أيضا باطل فثبت وجودها ووجود مضمونها بعده (عليه السلام) في كل عصر وكل زمان إلى قيام الساعة.
* الأصل:
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن منصور، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر وعلي الهادي، أما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة.
* الشرح:
قوله: (ما ذهبت) أي الهداية أو هذه الآية.
قوله: (وما زالت فينا) يعني ثبوت منصب الهداية أو تلك الآية فينا مستمرة إلى ساعة القيامة لأن علة احتياج الناس إلى الهادي بعد الرسول مستمرة إلى قيام الساعة.