والنهي والتصرف والتدبير والامتحان والاختبار حتى أنه لا تقع طاعة إلا بعونه ولا معصية إلا بخذلانه كما قال (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم) - الآية - وقال (أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) وقال: (ليبلوكم فيما آتاكم) وقال (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) وأمثال ذلك كثيرة وكلها بمعنى الاختيار، وسر ذلك أن النفس إذا توجهت إلى الطاعة ومالت إلى الانقياد أقبلها الله تعالى بالإعانة واللطف والتوفيق، وإذا توجهت إلى المعصية ومالت إلى المخالفة ناداها بالزواجر فإن سمعها أقبلها بما ذكر وإلا فيتركها على حالها وهو عبارة عن الخذلان، يدل عليه ما روي من «أن من تقرب إلي بشبر تقربت إليه بذراع - الحديث» وما روي من «أن قلوب بني آدم إصبعين من أصابع الرحمن» وما روي «من أن للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الإيمان لا تفعل، وقال له الشيطان افعل وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان» وأيضا لو تحقق التفويض لبطل أمر الدعاء والاستعاذة لا حول ولا قوة إلا بالله (قلت: فجبرهم على المعاصي؟ قال: الله أعدل (1)
(١٦)