شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٤٦
من الإيمان والأحكام والأخلاق (1) (فقد يقال للرجل كلب وحمار وثور وسكرة) السكر - بضم السين المهملة وتشديد الكاف - فارسي معرب، الواحدة سكرة، وفي المغرب: السكر - بالتشديد -:
ضرب من الرطب مشبه بالسكر المعروف في الحلاوة (وعلقمة وأسد) العلقم شجر مر ويقال للحنظل ولكل شيء مر علقم (كل ذلك على خلافه وحالاته) أي على خلاف ما هو المقصود منه وضعا وخلاف حالاته وصفاته المطلوبة منه حقيقة. وحالاته عطف على الضمير المجرور بالإضافة بدون إعادة الجار كما

١ - قوله: «ما صنعوا من الإيمان» والإيمان ليس من الصنع والعمل بل الناظر في الأدلة إذا علم صحتها حصل له الإيمان قهرا وغير الناظر لا يحصل له وظاهر الألفاظ حجة في الصنع والعمل على ما صرح به الإمام (عليه السلام) لأن المكلف يجب أن يأتي بعمله على وفق مراده سبحانه، والشارح الحكيم يجب أن يصرح بمراده ويبينه حتى يتمكن العباد من الامتثال، فما يفهمه الناس من ظاهر كلامه هو مراده منهم، ولا يمكن أن يريد سواه بمقتضى الحكمة، وأما ما لا يتعلق بالعمل كتفاصيل المبدأ والمعاد ومراتب الأنبياء وكيفية الوحي فلا ضير أن يبقى مجملا ولا يعلمه الناس تفصيلا ولا يبينه الشارع لهم لعدم حاجتهم إليه في العمل مثل أنك إذا أردت تعليم الحج والزيارة لمن لم يزر بعد تبين له ما يحتاج إلى عمله وما ليس له طريق إليه إلا تعليمك إياه مثل شرايط الطواف والسعي وعبارة التلبية وطريق الزيارة وعبارتها، وأما ما لا يتعلق بالعمل ولا يتغير الواقع ببيانك ولا بجهل المخاطب بحقيقته فليس عليك تعليمها مثل أن حجر إسماعيل في جانب من الكعبة والحجر الأسود في جانب آخر فلو اشتبه الأمر على المخاطب وظن كليهما في جانب واحد وبقي على هذا الاشتباه حتى زار الكعبة لم يكن ضائرا به في علمه وعمله ولا يختل بذلك حجه ولا يعيب عليك أحد حيث أجملت الكلام ولم تبين له موضع الحجر. بخلاف ما إذا لم تبين له شرايط صحة الطواف مما يتعلق بعمله فإنه يضر بحكمتك وترى أن كثيرا من أعاظم أصحاب الأئمة عليهم السلام يسألون عن معاني أسماء الله ولم يكن مبينا لهم طول عمرهم ولم يكن جهلهم بها مخالفا لحكمة الله تعالى إذ ذكرهم بهذه الأسماء ولم يصر معناها مبينا إلا بعد حين كما مر ونقلنا في الصفحة ٢١٢ من المجلد الثالث كلام العسكري (عليه السلام) إلى ابن إسحاق الكندي أنه يمكن أن يكون الله تعالى أراد من ألفاظ القرآن غير الذي ذهبت أنت إليه. (ش)
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست