شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩١
وبأن قدرته غير مؤثرة وإنما المؤثر قدرة الله تعالى ثم القول بثواب العبد أو عقابه من باب أن يقال إن أحدا قادر على الزناء مثلا إذا كان معه قادر آخر تكون قدرته أشد من قدرته وارتكب الزناء دون الأول صار ذلك الضعيف الغير المرتكب له مستحقا للحد والرجم دون المرتكب له، وهو كما ترى.
* الأصل:
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد عن يحيى ابن عمران الحلبي، عن معلى بن عثمان، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثم يتداركه السعادة، وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم، بل هو منهم، ثم يتداركه الشقاء، إن من كتبه الله سعيدا وإن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحبي، عن معلى بن عثمان، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء) تقول أسلكت الشيء في كذا إسلاكا وسلكته فيه سلكا بالفتح فانسلك إذا أدخلته فيه فدخل، فالفعل متعد إما مزيد أو مجرد وعلى التقديرين إما معلوم مسند إلى ضمير يرجع إلى الله تعالى أو مجهول مسند إلى الظرف والباء للمبالغة في التعدية وقد تجعل للتعدية بناء على أن السلك قد يجيء لازما (حتى يقول الناس ما أشبهه بهم) إظهارا للتعجب في كمال المشبهة بينه وبينهم في الشقاء (بل هو منهم) لحصول المساواة في الظاهر وانتفاء التشبيه المشعر بالتفاوت (ثم يتداركه السعادة) برجوعه إلى طريق السعداء وندامته عما كان فيه فيحسن خاتمته، وقد تقرر أن كل من مات على شيء حكم له به من خير أو شر (وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم، بل هو منهم ثم يتداركه الشقاء) بالحركة إلى طريق الأشقياء واستقرار خاتمته على الشقاوة.
(إن من كتبه الله سعيدا وإن لم يبق من الدنيا فواق ناقة ختم له بالسعادة) الفواق بالفتح والضم ما بين الحلبتين من الوقت; لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل ثم تحلب، وهذا تمثيل بقرب ما بين موته ووصوله إلى مرتبة السعادة ثم تلك السعادة حصلت له باختياره وحسن اعتباره مع لحوق اللطف والتوفيق به، ولا يلزم من كونه مكتوبا من السعداء سلب الاختيار عنه إذ معنى كتبه سعيدا
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست