شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩٦
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن في بعض ما أنزل الله من كتبه أني أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخير وخلقت الشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن يقول: كيف ذا كيف ذا.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن في بعض ما أنزل الله من كتبه أني أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخير وخلقت الشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير، وويل لمن أجريت على يديه الشر) الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب (وويل لمن يقول: كيف ذا وكيف ذا) (1) على سبيل الإنكار والإشارة الأولى لخلق الخير وإجرائه على يد أهله والثانية لخلق الشر وإجرائه على يد أهله، أو الأولى لخلق الخير والشر، والثانية لإجرائهما على يد أهلهما.

1 - قوله: «ويل لمن يقول كيف ذا وكيف ذا» بعد تأويل ما ذكر في الحديث السابق لا حاجة إلى الكلام في هذا الحديث وفيما بعده لاتحاد المعنى فيها ولكن لا ينحسم عن الوهم مادة الشك وإن أقيم ألف برهان قوي يخضع لها العقل كما مثلنا سابقا بقولنا: الميت جماد، والجماد لا يخاف عنه، فيخضع العقل لقولنا: الميت لا يخاف عنه، ولا يخضع الوهم، وكذلك الدليل على امتناع غير متناهي في البعد والجزء الذي لا يتجزى ويختلج في الواهمة في مسألتنا أنا سلمنا كون الأفعال الاختيارية بإرادة العبد، أليس إرادة العبد مسببة عن إرادته تعالى كما مثلت بأمير الجند وأفرادها، فلولا تدبيره وشجاعته وإعداد الأسلحة والأرزاق لما ظفر الجند، ولو أراد الله تعالى أن لا يعصي العبد ولا يكفر ولا يشرك كان له القدرة على ذلك ولو شاء لهداهم أجمعين فلم لم يمعنهم. ويجاب عنه بأن أمير الجند يريد الخير وهو الغلبة والفتح وقد يقصر الجندي في ثغر فلا يفتح، والله تعالى أراد السعادة لعباده وقد يقصر بعضهم فيصير شقيا وكان الله قادرا على أن لا يخلق هذا العبد العاصي أو يجبره على الطاعة ولكن الحكمة اقتضت خلقه واختياره ولزم من ذلك الشر بالعرض، فيسأل: - كيف اقتضت الحكمته خلق رجل شرير وإعطاء الاختيار الذي هو بمنزلة السيف بيده؟ فيقال: ليست الحكمة في ذلك بالذات بل هذا من لوازم الاختيار ومقتضياته، ولا يخضع الوهم لهذه الحجج بل الواجب عدم الاعتناء به كالوسواسي ولا يصلح حينئذ جواب إلا أن يقال «ويل من يقول كيف ذا وكيف ذا» لعدم إمكان إحاطة الإنسان بمصالح الأمور وحكم أفعال الله تعالى، وليس كل أحد يعرف الشر بالذات والشر بالعرض. (ش)
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست