شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١٠٣
«وكيف يحمل حملة الله» بدون العرش قبل «الله» فقال: حملة بالنصب على المفعول المطلق أي كيف يحمل العرش الله حمله الذي في طوقه بالنسبة إلى محمولاته، ثم قال وفي بعض النسخ بل في كثير منها: «وكيف يحمل حملة العرش الله» وليس بذاك إذ كان السؤال أن الله سبحانه حامل العرش أم العرش حامل إياه لا أن حملة العرش حامل إياه سبحانه انتهى.
شرح أصول الكافي: 4 أقول: فيه نظر أما أولا فلأنه ليس لضمير الجمع في قلوبهم واهتدوا على النسخة التي رجحها مرجع ظاهر بل ليس للجملة الحالية معنى محصل. وأما ثانيا فلأن قوله «وليس بذاك» غير تام وما ذكره لبيانه غير سديد إذ ليس قوله (عليه السلام) «وكيف» إنكارا للسؤال الأول بل هو إنكار لما تضمنه السؤال الثاني الذي أورده السائل لإثبات التناقض في كلامه (عليه السلام) وهو أن الثمانية إذا حملوا العرش كما دل عليه الآية فقد حملوه تعالى أيضا لزعمه أنه في العرش، ولما كان بناء هذا السؤال على أمرين أحدهما أن العرش جسم والثاني أنه تعالى جالس عليه، ويلزم منهما أن من حمل العرش فقد حمله تعالى أجاب (عليه السلام) أولا بأن العرش هو العلم.
وثانيا حيث قال: وكيف بأن كونه تعالى محمولا محال وفيه إيماء إلى أن العرش على تقدير كونه جسما لا يلزم كونه تعالى جالسا عليه كما زعمه السائل وإنما إضافته إليه للتشريف كإضافة البيت والمسجد ونحوهما، والله ولي التوفيق.
* الأصل:
2 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته فأذن لي فدخل، فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقر أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): كل محمول مفعول به، مضاف إلى غيره، محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة وكذلك قول القائل فوق وتحت وأعلى وأسفل، وقد قال الله: (وله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ولم يقل في كتبه: إنه المحمول بل قال: إنه الحامل في البر والبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا،
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست