ويرتفع درجتهم وذلك متفاوت في الكم والكيف والعدد على تفاوت أنحاء التركيبات الغير المحصورة المتصورة فيها ولذلك لا تجد اثنين منهم متفقين في خصلة واحدة لا توجد فيها تفاوت، وإنما قال: «من موالينا» فان غيرهم قد يخلو من جميع هذه الخصال ويكون قلبه معسكر الجهل وجنوده كلها وفي أطرافه وثغوره حراس بحيث لا يجد العقل إليه دليلا ولا إلى استطلاع حاله سبيلا كما قال الله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب أليم) وقد يوجد في بعضهم بعض جنود العقل كالسخاء ونحوه ولكن لا ينفعه لفقده ما هو أعظم منه وأصل للجميع أعني الايمان الذي هو موجب للرحمة والدخول في الجنة فهو دائما في الدرجة السفلى محشورة مع الشياطين.
(حتى يستكمل وينقى من جنود الجهل) وذلك الاستكمال أمر ممن لأنه لما بنى دينه على أصل