الآيات والروايات أكثر من أن تحصى (ولا تجتمع هذه الخصال كلها من أجاد العقل) التي بها يقاتل الجهل وجنوده في ملك الأبدان وساحة القلوب وهذه الخصال من حيث أن بها يتحقق التناصل والتسابق إلى الخيرات تسمى خصالا; ومن حيث عروضها تسمى صفات، ومن حيث عدم رسوخها بعد تسمى أحوالا، ومن حيث رسوخها بالتمرن والتدرب تسمى أخلاقا وملكات ومن حيث إطاعتها للعقل وعدم خروجها عن حكمه تسمى خوادم. ومن حيث كونها محفوظة بحفظ العقل وحراسته عن الآفات تسمى رعايا; وما ورد في بعض الأخبار من الأمر بمراعاة الراعي لرعيته يندرج فيها هذا أيضا ومن حيث أنها أعوان للعقل في محاربته للجهل تسمى أجنادا (إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان) أي اختبره بالشدائد والمحن والرياضات والفتن لتحقق الايمان (1) له أو ليتحقق له الايمان الكامل أو صقله وجلاه من كدر الأرجاس وطهره ونقاه من دنس الأخباث من محنت البئر محنا إذا أخرجت ترابها وطينها (وأما ساير ذلك) المذكور (من موالينا) جمع الموالي وهو يطلق على المعتق بالكسر والفتح وعلى ابن العم والعصبة كلها ومنه قوله تعالى (وإني خفت المولى) وعلى الرب والمالك ومنه قوله تعالى (ثم ردوا إلى الله موليهم الحق) وقوله (عليه السلام) «أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها» على الناصر والمحب ومنه قول تعالى (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) والمراد به هنا الأخيران (فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود) وذلك ظاهر فإن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ففيهم بعض الخصال المذكورة من جنود العقل قطعا (2) وبحسب ما وجد منها فيهم يتنور قلوبهم ويصفو أذهانهم
(٢٨٥)