كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٨٥
فان قلت: إن تلك غيبة بعد ظهوره وبعد أن قام على فراشه من يقوم مقامه، قلت لك: لسنا نحتج عليك في حال ظهوره ولا استخلافه لمن يقوم مقامه من هذا في قبيل ولا دبير (1) وإنما نقول لك: أليس تثبت حجته في نفسه في حال غيبته على من لم يعلم بمكانه لعلة من العلل فلا بد من أن تقول: نعم، قلنا: ونثبت حجة الامام وإن كان غائبا لعلة أخرى وإلا فما الفرق؟ ثم نقول: وهذا أيضا لم يغب حتى ملا آباؤه عليهم السلام آذان شيعتهم بأن غيبته تكون وعرفوهم كيف يعلمون عند غيبته.
فان قلت في ولادته، فهذا موسى عليه السلام مع شدة طلب فرعون إياه وما فعل بالنساء والأولاد لمكانه حتى أذن الله في ظهوره، وقد قال الرضا عليه السلام في وصفه: " بأبي و أمي شبيهي وسمي جدي وشبيه موسى بن عمران.
وحجة أخرى نقول لك: يا أبا الحسن أتقر أن الشيعة قد روت في الغيبة أخبارا؟ فان قال: لا، أوجدناه الاخبار، وإن قال: نعم، قلنا له: فكيف تكون حالة الناس إذا غاب إمامهم فكيف تلزمهم الحجة في وقت غيبته، فان قال: يقيم من يقوم مقامه، فليس يقوم عندنا وعندكم مقام الامام إلا الامام، وإذا كان إماما قائما (2)

(1) القبيل ما أقبلت به إلى صدرك. والدبير ما أدبرت به عن صدرك، ويقال: فلان ما يعرف قبيلا ولا دبيرا. والمراد ما أقبلت به المرأة من غزلها وما أدبرت. وهذا الكلام تعريض لابن بشار يعنى أنه لا يدرى ما يقول ولسنا نحتج عليه في هذا الامر.
(2) يعنى إذا كان من يقوم إماما قائما.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست