بنبوة عامة ورسالة عامة، وأما هود فإنه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة، وأما صالح فإنه أرسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة (1) وأما شعيب فإنه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا، وأما إبراهيم نبوته بكوثى ربا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أول أمره، ثم هاجر منها وليست بهجرة قتال، وذلك قوله عز وجل: " إني مهاجر إلى ربي سيهدين " (2) فكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، وأما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم، وأما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي بها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، و الرؤيا التي رأي يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين فكانت نبوته في أرض مصر بدؤها، ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل الأسباط اثني عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى مصر وحدها، ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرون منهم من قصه الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله ومنهم من لم يقصه على محمد، ثم إن الله عز وجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته ببيت المقدس وكان من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستسر في بقية أهله منذ رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام وأرسل الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والإنس عامة وكان خاتم الأنبياء، وكان من بعده الاثنا عشر الأوصياء، منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا، ومنهم من بقي، فهذا أمر النبوة و الرسالة، فكل نبي أرسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة وكان الأوصياء الذين بعد النبي صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى عليه السلام، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على سنة المسيح عليه السلام، فهذا تبيان السنة وأمثال الأوصياء بعد الأنبياء عليهم السلام.
2 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله،