به (1) وما زال عند أهل المعرفة به عن الأشباه والأضداد منزها، كذب العادلون بالله إذ شبهوه بمثل أصنافهم (2) وحلوه حلية المخلوقين بأوهامهم، وجزوه بتقدير منتج خواطرهم (3) وقدروه على الخلق المختلفة القوى بقرائح عقولهم (4) وكيف يكون من لا يقدر قدره مقدرا في رويات الأوهام، وقد ضلت في إدراك كنهه هواجس الأحلام لأنه أجل من أن يحده ألباب البشر بالتفكير، أو يحيط به الملائكة على قربهم من ملكوت عزته بتقدير، تعالى عن أن يكون له كفو فيشبه به لأنه اللطيف الذي إذا أرادت الأوهام أن تقع عليه في عميقات غيوب ملكه، وحاولت الفكر المبرأة من خطر الوسواس إدراك علم ذاته (5) وتولهت القلوب إليه لتحوي منه مكيفا في صفاته (6) وغمضت مداخل العقول من حيث لا تبلغه الصفات لتنال علم إلهيته (7) ردعت خاسئة وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب متخلصة إليه سبحانه، رجعت إذ جبهت
(٥١)