التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٩٧
المضار عالما بما كان ويكون من قبيح وحسن صح أنه لا يفعل إلا الحكمة ولا يحدث إلا الصواب، ألا ترى أن من صحت حكمته منا لا يتوقع منه مع غنائه عن فعل القبيح وقدرته على تركه وعلمه بقبحه وما يستحق من الذم على فعله ارتكاب العظائم فلا يخاف عليه مواقعة القبائح، وهذا بين، والحمد لله.
13 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام،: يا ابن رسول الله إنا نرى من الأطفال من يولد ميتا، ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى أو أخرس أو أصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط على الأرض، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا، فكيف ذلك وما وجهه؟ فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم، وهو الخالق والمالك لهم، فمن منعه التعمير فإنما منعه ما ليس له، ومن عمره فإنما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطاه وعادل فيما منع، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، قال جابر: فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟.
قال: لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمه وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى الله فقد كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد. (1)

(1) في نسخة (و) و (ه‍) بعد الحديث الثالث عشر في آخر الباب هذا الحديث:
(حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثني محمد بن أبي بشير، قال: حدثني الحسين بن أبي الهيثم، قال:
حدثنا سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد، قال: حدثني باقر علوم الأولين والآخرين محمد بن علي، قال: حدثني سيد العابدين علي ابن الحسين، قال: حدثني سيد الشهداء الحسين بن علي، قال: حدثني سيد الأوصياء علي ابن أبي طالب عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا في مسجده إذ دخل عليه رجل من اليهود فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال: يا محمد أخبرني عن هذا الرب الذي تدعو إلى وحدانيته وتزعم أنك رسوله كيف هو، قال: يا يهودي إن ربي لا يوصف بالكيف لأن الكيف مخلوق وهو مكيفه، قال: فأين هو؟ قال: إن ربي لا يوصف بالأين لأن الأين مخلوق وهو أينه، قال: فهل رأيته يا محمد؟ قال: إنه لا يرى بالأبصار ولا يدرك بالأوهام، قال: فبأي شئ نعلم أنه موجود؟ قال: بآياته وأعلامه، قال: فهل يحمل العرش أم العرش يحمله؟
فقال: يا يهودي إن ربي ليس بحال ولا محل، قال: فكيف خروج الأمر منه؟ قال:
باحداث الخطاب في المحال، قال: يا محمد أليس الخلق كله له؟! قال: بلى، قال:
فبأي شئ اصطفى منهم قوما لرسالته؟ قال: بسبقهم إلى الاقرار بربوبيته، قال: فلم زعمت إنك أفضلهم؟ قال: لأني أسبقهم إلى الاقرار بربي عز وجل، قال: فأخبرني عن ربك هل يفعل الظلم؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال: لعلمه بقبحه واستغنائه عنه، قال: فهل أنزل عليك في ذلك قرآنا يتلى؟ قال: نعم، أنه يقول عز وجل: (وما ربك بظلام للعبيد)، ويقول: (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) ويقول: (وما الله يريد ظلما للعالمين) ويقول: (وما الله يريد ظلما للعباد) قال اليهودي: يا محمد فإن زعمت أن ربك لا يظلم فكيف أغرق قوم نوح عليه السلام وفيهم الأطفال؟ فقال: يا يهودي إن الله عز وجل أعقم أرحام نساء قوم نوح أربعين عاما فأغرقهم حين أغرقهم ولا طفل فيهم، وما كان الله ليهلك الذرية بذنوب آبائهم، تعالى عن الظلم والجور علوا كبيرا، قال اليهودي: فإن كان ربك لا يظلم فكيف يخلد في النار أبد الآبدين من لم يعصه إلا أياما معدودة؟ قال: يخلده على نيته، فمن علم الله نيته أنه لو بقي في الدنيا إلى انقضائها كان يعصي الله عز وجل خلده في ناره على نيته، ونيته في ذلك شر من عمله، وكذلك يخلد من يخلد في الجنة بأنه ينوي أنه لو بقي في الدنيا أيامها لأطاع الله أبدا، ونيته خير من عمله، فبالنيات يخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، والله عز وجل يقول: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) قال اليهودي: يا محمد إني أجد في التوراة أنه لم يكن لله عز وجل نبي إلا كان له وصي من أمته فمن وصيك؟ قال: يا يهودي وصيي علي بن أبي طالب عليه السلام، واسمه في التوراة أليا وفي الإنجيل حيدار، وهو أفضل أمتي وأعلمهم بربي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنه لسيد الأوصياء كما أني سيد الأنبياء، فقال اليهودي:
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأن علي بن أبي طالب وصيك حقا، والله أني لأجد في التوراة كل ما ذكرت في جواب مسائلي، وإني لأجد فيها صفتك وصفة وصيك، وأنه المظلوم ومحتوم له بالشهادة، وأنه أبو سبطيك وولديك شبرا وشبيرا سيدي شباب أهل الجنة).
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بيانه في سبب تأليف الكتاب. 17
2 بيانه في شروط لا إله إلا الله. 25
3 بيانه في شرط دخول العاصي الجنة. 26
4 بيانه في أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض - الخ ". 27
5 بيانه في معنى الإرادتين. 65
6 بيانه في نفي التشبيه عنه تعالى من جميع الجهات. 80
7 بيانه في معنى الواحد والتوحيد والموحد. 84
8 بيانه في قوله تعالى: " قال رب أرني أنظر إليك - الخ ". 119
9 بيانه في معنى الرؤية الواردة في الأخبار. 120
10 بيانه في معنى قوله تعالى: " فلما تجلى ربه للجبل - الخ ". 120
11 بيانه في إن أخبار الرؤية صحيحة. 122
12 بيانه في قدرته تعالى. 125
13 بيانه في معنى هو تعالى نور و تفسير ظلين 129
14 بيانه في معنى قدرته تعالى. 131
15 بيانه في الدليل على أنه تعالى قادر. 134
16 بيانه في كونه تعالى عالما. 135
17 بيانه في الدليل على أنه تعالى عالم. 137
18 بيانه في إرادته تعالى لفعل العبد. 143
19 بيانه في صفات الذات و صفات الأفعال. 148
20 بيانه في معنى السبع المثاني. 151
21 بيانه في خلق الله تعالى آدم على صورته. 152
22 بيانه في قوله تعالى (لما خلقت بيدي استكبرت) 154
23 بيانه في قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق ". 155
24 بيانه في قوله تعالى: " الله نور السماوات و الأرض - الخ ". 155
25 بيانه في معنى تركه تعالى. 160
26 بيانه في معنى قول أمير المؤمنين (ع) أنا قلب الله، أنا عين الله. 164
27 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا جنب الله. 165
28 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا عبد من عبيد محمد. 175
29 بيانه في الدليل على أنه تعالى ليس في مكان. 178
30 بيانه في تفسير أسماء الله تعالى. 195
31 بيانه في تفسير قوله تعالى: " تبارك الذي نزل الفرقان - الخ ". 217
32 بيانه في إن صفاته تعالى عين ذاته. 223
33 بيانه في خلق القرآن و حدوث كلامه تعالى. 225
34 بيانه في معنى أن القرآن غير مخلوق. 229
35 بيانه في ترك حي على خير العمل للتقية. 241
36 بيانه في معنى أنه تعالى على العرش. 250
37 بيانه في معني أنه تعالى يري أولياءه نفسه. 250
38 بيانه في أدلة توحيد الصانع. 269
39 بيانه في معنى اعرفوا الله بالله. 290
40 بيانه في طبقات الأنبياء. 291
41 بيانه في أدلة حدوث الأجسام و أن لها محدثا. 298
42 بيانه في مأخذ علم الأئمة عليهم السلام. 309
43 بيانه في معنى استوى على العرش. 317
44 بيانه في معنى البداء له تعالى. 335
45 بيانه في الاستطاعة. 345
46 بيانه في مشية الله تعالى و إرادته. 346
47 بيانه في حديث " الشقي من شقي - الخ ". 356
48 بيانه في معنى مشيئته تعالى و قدره و قضائه. 370
49 بيانه في تفسير الرزق. 373
50 بيانه في تفسير الأجل. 378
51 بيانه في معاني القضاء و الفتنة. 384
52 بيانه في معنى السعر و الرخص والغلاء. 389
53 بيانه في وجه العدل وعدله تعالى في الأطفال. 395
54 بيانه في شرط دخول المذنب الجنة. 410
55 بيانه في معنى الهداية والضلالة. 413
56 بيانه في علة إرادته تعالى بالعبد سوءا. 415
57 بيانه في سبب جلب المأمون متكلمي الفرق على الرضا عليه السلام. 454