واما ما ذكرت في آخر كتابك انهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي صلى الله عليه وآله وانك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في علي ما قالوا فقد عرفت ان السنن والأمثال كاينة لم يكن شئ فيما مضى الا سيكون مثله حتى لو كانت شاة بشاة وكان هيهنا مثله واعلم أنه سيضل قوم بضلالة من كان قبلهم كتبت فتسئلني عن مثل ذلك ما هو وما أرادوا به أخبرك ان الله تبارك وتعالى هو خلق (1) الخلق لا شريك له له الخلق والامر والدنيا والآخرة وهو ربك كل شئ وخالقه خلق الخلق وأحب ان يعرفوه بأنبيائه واحتج عليهم بهم فالنبي صلى الله عليه وآله هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه نفسه رسالته وأكرمه بها فجعل خليفته في خلقه ولسانه فيهم و أمينه عليهم وخازنه في السماوات والأرضين قوله قول الله لا يقول على الله الا الحق من اطاعه أطاع الله ومن عصاه الله عصا الله وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى ان يقر له بالطاعة فقد أبى ان يقر لربه بالطاعة وبالعبودية ومن أقر بطاعته أطاع الله وهداه بالنبي صلى الله عليه وآله مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك وأنكروه وهو الوالد المبرور فيمن أحبه واطاعه وهو الوالد البار ومجانب الكباير قد كتبت لك ما سئلتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صنعتنا هذه فلم يقولوا بها بل حرفوها و وضعوها على غير حدودها على نحوها قد بلغك واحذر من الله ورسوله ومن يتعصبون بنا أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول الذين يرمون المحصنات المؤمنات الغافلات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم (2) يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله أعمالهم السيئة ويعلمون ان الله هو الحق المبين (3) واما ما كتبت ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفة فقد أكرمه الله تعالى عز وجل عما يقولون علوا كبيرا.
(٥٥٥)