شهد شهادة الحق لا يقعد عليه قلبه على بصيرة فيه كذلك من تكلم لا يقعد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى انتهى الامر إلى نبي الله وبعده إلى من صار والى من انتهت إليه معرفتهم وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن باحسانه والمسئ بإسائته وقد يقال إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة وأخبرك انى لو قلت إن الصلاة و الزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام و المشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به عند ربه لصدقت ان ذلك كله إنما يعرف بالنبي ولولا معرفة ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك فذلك من من الله على من يمن عليه ولولا ذلك لم يعرف شيئا من هذه فهذا كله ذلك النبي واصله وهو فرعه وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب على له الطاعة فيما امرني به لا يسعني جهله وكيف يسعني جهله ومن هو فيما بيني وبين الله وكيف تستقيم لي لولا انى أصف ان ديني هو الذي اتاني به ذلك النبي صلى الله عليه وآله ان أصف ان الدين غيره وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله وإنما أنكر الذي من أنكره بان قالوا ابعث الله بشرا رسولا (1) ثم قالوا ابشر يهدوننا (2) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وقالوا لولا انزل عليك ملك فقال قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (3) ثم قال في آية أخرى ولو أنزلنا
(٥٥٠)