تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٠٠
الشورى (21 - 18)) الساعة والساعة في تأويل لابعث ووجه مناسبة اقتراب الساعة مع انزال الكتب والميزان ان الساعة يوم الحساب ووضع الموازين بالقسط فكأنه قيل امركم الله بالعدل والتسوية والعمل بالشرائع فاعملوا بالكتاب والعدل قبل ان يفاجئكم يوم حسابكم ووزن اعمالكم * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * استهزاء * (والذين آمنوا مشفقون) * خائفون * (منها) * وجلون لهولها * (ويعلمون أنها الحق) * الكائن لا محالة * (ألا إن الذين يمارون في الساعة) * المماراة الملاحة لان كل واجدة منهما يرى ما عند صاحبه * (لفي ضلال بعيد) * عن الحق لان قيام الساعة غير مستبعد من قدرة الله تعالى وقد دل الكتاب والسنة على وقوعها والعقول تشهد على أنه لا بد من دار جزاء * (الله لطيف بعباده) * في ايصال المنافع وصرف البلاء من وجه يلطف ادراكه وهو بر بليغ البر بهم قد توصل بره إلى جميعهم وقيل هو من لطف بالغوامض علمه وعظم عن الجرائم حلمه أو من ينشر المناقب ويستر المثالب أو يعفو عمن يهفو أو يعطى العبد فوق الكفاية ويكلفه الطاعة دون الطاعة وعن الجنيد لطف بأوليائه فعرفوه ولو لطف باعدائه ما جحدوه * (يرزق من يشاء) * اى يوسع رزق من يشاء إذا علم مصلحته فيه في الحديث ان من عبادي المؤمنين من لا يصلح ايمانه الا الغنى ولو افقرته لافسده ذلك وان من عبادي المؤمنين من لا يصلح ايمانه الا الفقر ولو أغنيته لافسده ذلك * (وهو القوي) * الباهر القدرة الغالب على كل شئ * (العزيز) * المنيع الذي لا يغلب * (من كان يريد حرث الآخرة) * سمى ما يعمله العامل مما يبتغى به الفائدة حرثا مجازا * (نزد له في حرثه) * بالتوفيق في عمله أو التضعيف في احسانه أو بان ينال به الدنيا والآخرة * (ومن كان يريد حرث الدنيا) * اى من كان عمله للدنيا ولم يؤمن بالآخرة * (نؤته منها) * اى شيئا منها لان من للتبعيض وهو رزقه الذي قسم له لا ما يريد ويبتغيه * (وما له في الآخرة من نصيب) * وماله نصيب قط في الآخرة وله في الدنيا نصيب ولم يذكر في عامل الآخرة ان رزقه المقسوم يصل اليه للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب * (أم لهم شركاء) * قيل هي أم المنقطعة وتقديره بل الهم شركاء وقيل هي المعادلة لألف الاستفهام وفى الكلام اضمار تقديره ايقبلون ما شرع الله من الدين أم لهم آلهة * (شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) * اى لم يأمر به * (ولولا كلمة الفصل) * اى القضاء السابق بتاجيل الجزاء اى ولولا العدة بان الفصل يكون يوم
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»