الزخرف (20 - 16)) الاعلى * (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) * بالجنس الذي جعله له مثلا اى شبها لأنه إذا جعل الملائكة جزا لله وبعضا منه فقد جعله من جنسه ومماثلا له لان الولد لا يكون الا من جنس الوالد * (ظل وجهه مسودا وهو كظيم) * يعنى انهم نسبوا اليه هذا الجنس ومن حالهم ان أحدهم إذا قيل له قد ولدت لك بنت اغتم واربد وجهه غيظا وتأسفا وهو مملوء من الكرب والظلول بمعنى الصيرورة * (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) * اى أو يجعل للرحمن من الولد من هذه الصفة المذمومة صفقه وهو انه ينسشأ في الحلية اى يتربى في الزينة والنعمة وهو إذا احتاج إلى مجاثاة الخصوم ومجاراة الرجال كان غير مبين ليس عنده بيان ولا يأتي ببرهان وذلك لضعف عقولهن قال مقاتل لا تتكلم المراة الا وتأتي بالحجة عليها وفيه انه جعل النشأة في الزينة من المعايب فعلى الرجل ان يجتنب ذلك ويتزين بلباس التقوى ومن منصوب المحل والمعنى أو جعلوا من ينشأ في الحلية يعنى البنات لله عزل وجل ينشأ حمزة وعلى وحفص اى يربى قد جمعوا في كفرهم ثلاث كفرات وذلك انهم نسبوا إلى الله الولد ونسبوا اليه اخس النوعين وجعلوه من الملائكة المكرمين فاستخفوا بهم * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) * اى سمعوا وقالوا انهم إناث عند الرحمن مكي ومدنى وشامى اى عندية منزلة ومكانة لا منزل ومكان والعباد جمع عبد وهو الزم في الحجاج مع أهل العناد لتضاد بين العبودية والولاد * (أشهدوا خلقهم) * وهذا تهكم بهم يعنى انهم يقولون ذلك من غير أن يستند قولهم إلى علم فان الله لم يضطرهم إلى علم ذلك ولا تطرقوا اليه باستدلال ولا أحاطوا به عن خبر يوجب العلم ولم يشاهدوا خلقهم حتى يخبروا عن المشاهدة * (ستكتب شهادتهم) * التي شهدوا بها على الملائكة من انوثتهم * (ويسألون) * عنها وهذا وعيد * (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) * اى الملائكة تعلقت المعتزلة بظاهر هذه الآية في أن الله تعالى لم يشأ الكفر من الكافر وانما شاء الايمان فان الكفار ادعوا ان الله شاء منهم الكفر وما شاء منهم ترك عبادة الأصناف حيث قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم اى لو شاء منا ان نترك عبادة الأصنام لمنعنا عن عبادتها ولكن شاء منا عبادة الأصنام والله تعالى رد عليهم قولهم واعتقادهم بقوله * (ما لهم بذلك) * القول * (من علم إن هم إلا يخرصون) * اى يكذبون ومعنى الآية عندنا انهم أرادوا بالمشيئة الرضا وقالوا لو لم يرض بذلك لعجل عقوبتنا أو لمنعنا عن عبادتها منع قهر واضطرار وإذ لم يفعل ذلك فقد رضى بذلك فرد الله تعالى عليهم بقوله ما لهم بذلك من علم الآية
(١١١)