بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٧٤
فيقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل خيرا، كنت تأمرني بطاعة الله، وتنهاني عن معصية الله، وأما الكافران فتخالا بمعصية الله وتباذلا عليها وتوادا عليها (1) فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله تبارك وتعالى منزله في النار، فقال: يا رب فلان خليلي كان يأمرني بمعصيتك وينهاني عن طاعتك فثبته على ما ثبتني عليه من المعاصي حتى تريه ما أريتني من العذاب، فيلتقيان عند الله يوم القيامة يقول كل واحد منهما لصاحبه:
جزاك الله من خليل شرا، كنت تأمرني بمعصية الله، وتنهاني عن طاعة الله، قال: ثم قرأ: " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " ثم يؤمر بمؤمن غني (2) يوم القيامة إلى الحساب يقول الله تبارك وتعالى: عبدي! قال: لبيك يا رب، قال: ألم أجعلك سميعا بصيرا وجعلت لك مالا كثيرا؟ قال: بلى يا رب، قال: فما أعددت للقائي؟ قال:
آمنت بك، وصدقت رسلك، وجاهدت في سبيلك، قال: فماذا فعلت فيما آتيتك؟
قال: أنفقت في طاعتك، فقال: ماذا ورث عقبك؟ (3) قال: خلقتني وخلقتهم، ورزقتني ورزقتهم، وكنت قادرا على أن ترزقهم كما رزقتني فوكلت عقبي إليك، فيقول الله عز وجل: صدقت اذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا، ثم دعا بالمؤمن الفقير فيقول، يا بن آدم (4) فيقول: لبيك يا رب، فيقول: ماذا فعلت؟ فيقول: يا رب هديتني لدينك وأنعمت علي، وكففت عني ما لو بسطته لخشيت أن يشغلني عما خلقتني له، فيقول الله عز وجل: صدق عبدي لو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا، ثم دعا بالكافر الغني فيقول: ما أعددت للقائي؟ فيقول: ما أعددت شيئا، فيقول: ماذا فعلت فيما آتيتك؟ فيقول: ورثته عقبي، فيقول له: من خلقك؟ فيقول: أنت، فيقول: من رزقك؟ فيقول: أنت، فيقول: من خلق عقبك؟ فيقول: أنت، فيقول: ألم أك قادرا على أن أرزق عقبك كما رزقتك؟ فإن قال: نسيت هلك، وإن قال: لم أدر ما أنت هلك، فيقول الله عز وجل: لو تعلم مالك عندي لبكيت كثيرا، قال: ثم يدعا بالكافر الفقير فيقول:

(1) ليست هذه الجملة في المصدر. م (2) في المصدر: ويؤتى بالمؤمن الغنى. م (3) في المصدر: ماذا ورثت في عقبك؟. م (4) في المصدر: يا عبدي. م
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326