مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٧٩
رجلا من بني هاشم اسمه علي؟ قالوا: نعم هو ذاك، قال: فدلوني على علي بن عبد الله ابن عباس، فقلت له: معي حصاة ختم عليها علي والحسن والحسين وسمعت انه يختم عليه رجل اسمه علي، فقال علي بن عبد الله بن عباس: يا عدو الله كذبت على علي بن أبي طالب وعلى الحسن والحسين، وصار بنو هاشم يضربونني حتى أرجع عن مقالتي ثم سلبوا منى الحصاة، فرأيت في ليلتي في منامي الحسين وهو يقول لي: هاك الحصاة يا غانم وامضي على ابني فهو صاحبك، فانتبهت والحصاة في يدي فأتيت علي بن الحسين فختمها وقال لي: ان في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا. فقال في ذلك غانم بن أم غانم أتيت عليا أبتغي الحق عنده * وعند علي عبرة لا أحاول فشد وثاقي ثم قال لي اصطبر * كأني مخبول عراني خابل فقلت لحاك الله والله لم أكن * لاكذب في قولي الذي أنا قائل وخلى سبيلي بعد ضنك فأصبحت * مخلاته نفسي وسربي سائل وقلت وخير القول ما كان صادقا * ولا يستوي في الدين حق وباطل ولا يستوي من كل بالحق عالما * كآخر يمسي وهو للحق جاهل وأنت الإمام الحق يعرف فضله * وإن قصرت عنه النهى والفضائل وأنت وصي الأوصياء محمد * أبوك ومن نيطت إليه الوسائل كتاب الارشاد، الزهري: قال سعيد بن المسيب: كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه، ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، قال: هذا التسبيح الأعظم وفي رواية سعيد بن المسيب: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض ويمنع نفسه فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل والراحلة يردون عليه مثله كلامه وذكر فصاحة الصحيفة الكاملة عند بليغ في البصرة فقال: خذوا عني حتى أملي عليكم وأخذ القلم وأطرق رأسه فما رفعه حتى مات.
حلية أبي نعيم، وفضائل أبي السعادات روى أبو حمزة الثمالي ومنذر الثوري عن علي بن الحسين قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا على الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر، قلت: ما على هذا حزني وانه
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست