مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٧٦
له فأذنوا، فدخلت عليه والأقياد في رجليه والغل في يديه، فبكيت وقلت: وددت اني مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أو تظن هذا بما ترى علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان فإنه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد ثم قال: يا زهري لاجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة، فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه فقال لي بعضهم: انا نراه متبوعا انا لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده، فقدمت بعد ذلك على عبد الملك فسألني عن علي ابن الحسين فأخبرته فقال: انه قد جاءني في يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال:
ما أنا وأنت؟ فقلت: أقم عندي، فقال: لا أحب، ثم خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة، قال الزهري فقلت: ليس علي بن الحسين حيث تظن انه مشغول بنفسه، فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به.
أبو الفضل الشيباني في أماليه، وأبو إسحاق العدل الطبري في مناقبه عن حبابة الوالبيه قالت: دخلت على علي بن الحسين وكان بوجهي وضح فوضع يده عليه فذهب قالت ثم قال: يا حبابة ما على ملة إبراهيم غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس منهم براء.
حلية الأولياء بالاسناد عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسين فإذا عصافير يطرن حوله ويصرخن فقال: يا أبا حمزة هل تدري ما تقول هذه العصافير؟
فقلت: لا، قال: فإنها تقدس ربها عز وجل وتسأله قوت يومها. وفي رواية أصحابنا: ثم قال: يا أبا حمزة علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ سببا.
المنهال بن عمرو في خبر قال: حججت فلقيت علي بن الحسين فقال: ما فعل حرملة ابن كاهل؟ قلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه ثم قال: اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار، فتوجهت نحو المختار فإذا بقوم يركضون ويقولون: البشارة أيها الأمير قد اخذ حرملة، وقد كان توارى عنه، فأمر بقطع يديه ورجليه وحرقه بالنار. قالوا: وكان المختار كاتب علي بن الحسين يريده أن يبايع له وبعث إليه بمال فأبى أن يقبله وأن يجيبه.
جابر عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) فقال جابر: هم بنو أمية ويوشك أن لا تحس منهم أحد يرجى ولا يخشى، فقلت:
رحمك الله وان ذلك لكائن، فقال: ما أسرعه سمعت علي بن الحسين يقول: انه قد رأى أسبابه.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست