شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ٢١٣
العاقلة نصيبا لها ولم تخالفها في حكمها حصلت فضيلة العفة والسخاء وإذا تركبت هذه الفضائل الثلاثة وتمازجت حصلت حالة متشابهة هي فضيلة العدالة ثم إنه يندرج تحت هذه الأجناس الأربعة أنواع غير محصورة من الفضائل. أما الحكمة فالمشهور من أنواعها سبعة: الذكاء وسرعة الفهم وصفاء الذهن وسهولة التعلم وحسن التعقل والتحفظ والتذكر، وأما الشجاعة فالمشهور من أنواعها أحد عشر: كبر النفس والنجدة والهمة والثبات والحلم والسكون والشهامة والتحمل والتواضع والححمية والرقة.
وأما العفة فالمشهور من أنواعها اثني عشر الحياء والرفق وحسن الهدى والمسالمة والدعة والصبر والقناعة والوقار والورع والانتظام والحرية والسخاء، ثم السخاء نوع يندرج تحته أصناف كثيرة من الفضائل والمشهور منها ثمانية: الكرم والإيثار والعفو والمروءة والنبل والمواساة والسماحة والمسامحة، وأما العدالة فالمشهور من أنواعها اثني عشر: الصداقة والالفة والوفاء والشفقة وصلة الرحم والمكافأة وحسن الشركة وحسن القضاء والتودد والتسليم والتوكل والعبادة.
وكذا ينبغي أن يعلم أن أجناس الرذايل أيضا أربعة بإزاء كل جنس من الفضيلة جنس من الرذيلة، الأول: الجهل وهو ضد الحكمة، الثاني: الجبن وهو ضد الشجاعة، الثالث: الشره وهو ضد العفة، الرابع: الجور وهو ضد العدالة هذا بحسب بادي النظر. وأما بعد التأمل فأجناس الرذايل ثمانية لأن كل فضيلة لها حد معين إذا جاوزته في طرف الإفراط أو في التفريط تنتهي إلى رذيلة، فالفضيلة بمثابة الوسط والرذيلة بمثابة الأطراف فيكون أجناس الرذايل ثمانية: السفه والبله - وهما في طرف الحكمة السفه في طرف الإفراط والبله في طرف التفريط، والتهور والجبن وهما في طرفي الشجاعة والشره وخمود الشهوة وهما في طرفي العفة. والظلم والاظلام - وهما في طرفي العدالة - وكما أن لكل جنس من الفضايل جنسين من الرذايل كذلك لكل نوع من الفضايل نوعان من الرذايل:
أحدهما في جانب الإفراط والآخر في جانب التفريط، ولبعض تلك الأنواع اسم خاص دون بعضها وقد عرفت أن أنواع الحكمة سبعة فأنواع ضدها أربعة عشر: الخبت والبلادة - وهما في طرفي الذكاء الخبت في طرف الافراط والبلادة في طرف التفريط - وسرعة التخيل والابطاء - وهما في طرفي سرعة الفهم - وظلمة الذهن المانعة من إدراك المطالب والتهابه المانع من الإقامة على المطلوب - وهما في طرفي صفاء الذهن - والمبادرة المانعة من استثبات الصور والتعصب المؤدي إلى التعذر - وهما في طرفي سهولة التعلم - وصرف الفكر في إدراك ما هو زائد على تعقل المطلوب وصرفه في إدراك ما هو ناقص عنه - وهما في طرفي حسن التعقل - وضبط ما لا فائدة فيه وترك ضبط ما هو مهم - وهما في طرفي التحفظ - وتذكر ما يوجب تضييع الأوقات والنسيان الموجب لاهمال
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست