النفي تفيد عموم السلب أي تسلط النفي على كل فرد وهذا غير صحيح هنا لأنه يمكن عد أفراد كثيرة من أفراد الثناء فضلا عن ثناء واحد فتعين أن المراد من اللفظ إنما هو سلب العموم وهو تسلط النفي على مجموع الافراد أي لا أعد كل ثناء عليك تفصيلا لان الثناء عليك أفراده لا تتناهى فاللفظ لا يوافق المراد منه بل يناقضه لان سلب العموم يتضمن اثباتا جزئيا وعموم السلب يتضمن سلبا كليا (قوله فكيف يحصى الخ) استفهام انكاري بمعنى النفي أن لا يمكن ذلك (قوله هو كما أثنى على نفسه) (1) يحتمل أن يكون هو تأكيدا للضمير في عليه فهو راجع لله كضمير عليه فقوله كما أثنى على نفسه صفة لثناء أي لا أحصى ثناء عليه مثل ثنائه على نفسه في عدم التناهي وهذا الاحتمال هو ما سلكه الشارح ويحتمل أن يكون هو مبتدأ وحينئذ يصح رجوعه إلى الله والى الثناء فان رجع لله تعالى فقوله كما أثنى على نفسه خبره والكاف فيه زائده وما إما (2) موصولة أو مصدرية والمصدر بمعنى اسم الفاعل والتقدير الله الذي أثنى على نفسه أو الله مثن على نفسه ويصح رجوعه للثناء وهو مبتدأ خبره كما أيضا أي الثناء الذي يستحقه مثل الثناء الذي أثناء على نفسه أو مثل ثنائه على نفسه في كونه غير متناه (قوله فإنه في قدرته تفصيلا) الأنسب أن يقول أي كثنائه على نفسه أو مثل ثنائه على نفسه في كونه غير متناه (قوله فإنه في قدرته تفصيلا) الأنسب أن يقول أي كثنائه على نفسه في عدم التناهي وإن كان في قدرته عد ذلك تفصيلا تأمل (قوله لا أحصى ثناء عليك أنت الخ) يجرى في الحديث ما جرى في كلام المصنف من الاعراب ما عدا الوجه الا خير (قوله كما أثنيت على نفسك) أي كثنائك على نفسك في عدم التناهي وإن كان في قدرتك أن تحصيه (قوله ونسأله اللطف الخ) أسن المصنف الفعل من لا أحصى إلى ضمير الواحد ومن ونسأله إلى ضمير الجماعة لان الأول فيه اعترف بالعجز والشأن انه إنما يثبته الانسان لنفسه والثاني دعاه والمطلوب فيه مشاركة المسلمين لأنه مظنة الإجابة كذا قيل والحق أن ضمير ونسأله للمصنف وحده لان المشاركة التي هي مظنة الإجابة إنما هي المشاركة في المطلوب بأن يكون المدعو له عاما لا في الطلب بحيث يكون الداعي جماعة وفى سؤاله اللطف رد على المعتزلة الذين أو جبوه على الله تعالى إذ لو كان واجبا عقليا لم يسأله كما لا يسأل الموت الذي هو واجب عادى ثم إن الواو في ونسأله للاستئناف ان جعلت جملة الحمد خبرية ولا يصح جعلها حينئذ عاطفة لما يلزم عليه من عطف الانشاء على الخبر وأما لو جعلت جملة الحمد انشائية كانت الواو عاطفة لجملة انشائية على مثلها (قوله الدقة) أي قلة الاجزاء وهذا المعنى لا تصح ارادته هنا (قوله والإعانة) هي والعون والمعونة ألفاظ مترادفة معناها واحد وهو الاقدار على فعل الطاعات الخ وعطفها على اللطف من عطف الخاص على العام لأنها من أفراد اللطف (قوله الاقدار) أي خلق القدرة (قوله والملمات أي الأمور الشاقة النازلة بالعبد التي لا تلائمه من ألم إذا نزل جمع ملمة (قوله في جميع الأحوال جمع حال قال الناصر والمراد بالأحوال الأوقات وقال ح المراد بالأحوال صفات الشخص التي يكون عليها سواء كانت من المتصلات أو من الإضافيات والمراد بالمتصلات الصفات التي لها قيام بالشخص باعتبار نفسها لا باعتبار أمر من الإضافيات والمراد بالمتصلات الصفات التي لها قيام بالشخص باعتبار نفسها لا باعتبار أمر آخر كالصحة والمرض والغنى والفقر والمراد بالضافيات الصفات التي لا استقرار لها في الشخص بذاتها بل باعتبار أمر آخر كالاستقرار في الزمان الفلاني أو المكان الفلاني (قوله يعنى نفسه) هذا بناء على أن ضمير نسأله للمصنف وحده وقوله ويحتمل وغيره أي بناء على جعل ضمير نسأله للمتكلم ومعه غيره من أخواته المسلمين وعلى كل حال فقوله الانسان إظهار في محمل الاضمار والأصل وحال حلولي أو حلولنا (قوله في رمسه)
(١٣)