اعلم أن الرمس في الأصل مصدر رمست الريح الأرض بالتراب إذا سترته به فهو ستر الأرض بالتراب ثم نقل (1) لتراب القبر ثم للقبر نفسه وهو المراد هنا وإنما سمى رمسا لأنه يرمس فيه الميت أي يغيب فيه (قوله وإنما خص الخ) جواب عما يقال ذكر الخاص بعد العام لا بد من نكته وما النكتة هنا (قوله لشدة احتياجه للطف والإعانة فيها) أي لشدة احتياج الانسان للرفق والتخلص من الملمات في تلك الحالة حالة حلوله في قبره (قوله هو الواسطة في كل نعمة ونصلت الينا من الله) أي حتى الهداية للاسلام أي التي هي أعظم النعم فهي إنما حصلت لما ببركته وعلى يديه (قوله ولا سيما (2) علم الشرائع) أي خصوصا على الشريعة فان وصوله الينا من الله إنما هو على يديه وبواسطته كما هو ظاهر وأصل سى سيوا اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وسى الشئ مثله فمعنى لا سيما زيد لا مثل زيد فإذا قيل أحب العلماء لا سيما زيد فمعناه لا (3) مثل زيد بل محبة زيد أكثر من محبة غيره من العلماء ولزمتها لا النافية والواو على المشهور فيها فاستعمالها بدون لا أو بدون واو قليل * واعلم أن ما بعدها إن كان معرفة كما هنا جاز فيه الرفع على أنه خبر لمحذوف هو صدر الصلة وفتحة سى فتحة إعراب (4) لاضافتها لما الموصولة وجاز فيه الجر على أن ما زائدة بين المضاف والمضاف إليه وجاز فيه النصب على أن ما بمعنى شئ والمعرفة مفعول لمحذوف (5) لا تمييز (6) خلاف لمن توهم ذلك فمنع النصب لان التمييز واجب (7) التنكير وان ما بعدها نكرة كما في * ولا سيما يوم بدارة جلجل * جاز في النكرة الأوجه الثلاثة لكن النصب على التمييز (قوله وجب ان يصلى عليه) أي تأكل لان الصلاة (8) على البنى صلى الله عليه وسلم إنما تجب في العمر مرة ويبعد أن المصنف اخرها لزمن التأليف وقلت الشافعية تجب في كل تشهد يعقبه سلام وقال قوم إنها تجب عند ذكره (9) وبه قال اللخمي من المالكية والحليمي من الشافعية والطحاوي من الحنفية وابن بطة من الحنابلة (قوله والتبجيل) مرادف لما قبله (قوله فهي) أي الصلاة فأخص من مطلق رحمة إلى أقل افرادا منها وذلك لان الرحمة بمعنى النعمة وهي أعم من أن تكون مقرونة بتعظيم أولا وعلى هذا فعطف الرحمة على صلوات في قوله تعالى أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة من عطف العام على الخاص (قوله ولذا) أي لأجل كونها أخص (قوله لا تطلب) أي من الله (قوله الا تبعا) أي لطلبها للمعصوم وطلبها لغير المعصوم استقلالا قيل حرام وقيل مكروه وهو الأظهر كما قال شيخنا (قوله ومن غيره تعالى) أي سواء كان ذلك الغير إنا أو جنا أو ملكا (10) (قوله والدعاء) عطف تفسير (11) وقوله باستغفار أي كان الدعاء باستغفار أو غيره (قوله أي التحية)
(١٤)