مواهب الجليل - الحطاب الرعيني - ج ٣ - الصفحة ٢٧٥
كتاب الصيام والاعتكاف فصل في الصيام قال في المقدمات: الصيام هو الامساك والكف والترك. وأمسك عن الشئ وكف عنه وتركه فهو صائم. قال الله * (إني نذرت للرحمن صوما) * أي صمتا وهو الامساك عن الكلام والكف عنه قال النابغة:
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما يريد بصائمة واقفة ممسكة عن الحرة والجولان. وقولهم: صام النهار معناه إذا انتصف لأن الشمس إذا كانت في وسط السماء فكأنها واقفة غير متحركة لابطاء مشيها. والعرب قد تسمي الشئ باسم ما قرب منه انتهى. ونحوه قول القاضي عياض: الصيام في اللغة الامساك قال تعالى: * (إني نذرت للرحمن صوما) * أي إمساكا انتهى. وقال في الصحاح:
قال الخليل: الصيام قيام بلا عمل والصوم الامساك عن الطعام. وصام الفرس أي قام على غير اعتلاف وأنشد بيت النابغة المتقدم. وصام النهار صوما إذا قام قائم الظهيرة واعتدل والصوم ركود الريح. والبكرات شرهن الصائمة. يعني التي لا تدور. وقوله تعالى: * (إني نذرت للرحمن صوما) * قال ابن عباس: صمتا. وقال أبو عبيد: كل ممسك عن كلام أو طعام أو سير فهو صائم والصوم ذرق النعامة، والصوم البيعة، والصوم الشجر في لغة هذيل انتهى. وقال غيره: الصوم شجر على شكل شخص الانسان كربه المنظر انتهى. وقال غيره: البيعة بكسر الموحدة واحدة بيع اليهود. وقال البيضاوي: الصوم في اللغة الامساك عما تنزع إليه النفس انتهى. يسمى الصائم سائحا قال في جمع الأمهات للسنوسي وعنه عليه الصلاة والسلام أنه يقال السائحون الصائمون لأن الله تعالى إذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين، وإذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين انتهى. والصوم في الشرع قال في الذخيرة: الامساك عن شهوتي الفم والفرج وما يقوم مقامهما مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار وبنية قبل الفجر أو معه إن أمكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد. وقال ابن عرفة: الصوم
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست