عن النجاسات ولأنه مستقل بنفسه في الاستقبال وهذا اختيار الشيخ أبي إسحاق الشيرازي (والثالث) وهو المنقول عن نصه في الام وغيره انهما سواء لتعارض المعنيين وهذا هو المذهب عند عامة الأصحاب ولم يورد الصيدلاني والامام وصاحب التهذيب سواه * قال (والأفقه الصالح الذي يحسن الفاتحة أولي من الأقرأ والأورع والأسن والنسيب وفى الأسن والنسيب قولان لتقابل الفضيلة وإذا تساوت الصفات قدم بحسن الوجه ونظافة الثوب) ما ذكره في أول الفصل الثاني إلى هذا الموضع كلام فيمن يجوز الاقتداء به ومن لا يجوز ومن ههنا إلى اخر الفصل كلام فيمن هو أولى بالإمامة إذا اجتمع قوم يصلحون لها والأصل في التقديم بالفضائل ما روى أنه صلى الله عليه وسلم " قال يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله تعالى فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة وإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم في الهجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " (1) وقد تعرض في الكتاب لخمس خصال من أصول خصال التقديم وهي الفقه والقراءة والورع والسن والنسب وأبدل كثير من الأصحاب الورع بالهجرة وقالوا صفات التقديم خمس وجمع بينهما في التهذيب وضم إليهما الأربع البواقي فجعلها ستا اما الفقه والقراءة فالمراد منهما ظاهر واما الورع فليس المراد منه مجرد العدالة بل ما يزيد عليه من العفة وحسن السيرة وهو أيضا بين واما السن فقد قال الأصحاب المعتبر ان يمضي عليه في الاسلام فلا يقدم شيخ أسلم اليوم على شاب نشأ في الاسلام ولا على شاب أسلم أمس والظاهر أنه لا تعتبر الشيخوخة وإنما النظر إلى تفاوت السن على ما يشعر به قوله صلى الله عليه وسلم " فأكبرهم سنا " وأشار بعضهم إلى أن النظر إلى الشيخوخة واما النسب فلا خلاف أن نسب قريش معتبر وهل يعتبر غيره قال في النهاية رأيت في كلام الأئمة ترددا فيه والظاهر أنه لا يختص بالانتساب إلى قريش بل نراعي كل نسب يعتبر في الكفاءة في باب النكاح كالانتساب إلى العلماء والصلحاء وعلى هذا فالهاشمي والمطلبي يقدمان
(٣٢٩)