الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٤٦٨
باب القول فيما ذكر عن المهدي عليه السلام قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: نرجو أن يكون الله قد قرب ذلك وأدناه، وذلك أنا نرى المنكر قد ظهر والحق قد درس وغير وقد قال الله سبحانه: * (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) * (10) وقال:
* (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) * (11) وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (اشتدي أزمة تنفرجي، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لان أكون في شدة انتظر رخاء أحب إلى من أن أكون في رخاء أنتظر شدة).
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: الفرق ما بين الآخرة والدنيا زوال ما في الدنيا وتنقله وفناؤه ودوام ما في الآخرة وثباته وبقاؤه فكل ما في الدنيا فزائل وما في الآخرة فدائم، وكأني بالفرج قد أقبل وبالنعيم قد أطل وبالنصر قد نزل فقد تراكمت الفتن وجل ما نحن فيه من تعطيل الكتاب والسنن وظهور السفاح وخمول النكاح وظهور الروبيضة من الناس وشرب الخمور وارتكاب الشرور، وأكل الربا وقبول الرشى والجري في ميادين الهوى، وجور السلطان ونهج الشيطان، وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قد نرى وننظر ذلك كله في دهرنا هذا الذي قد أخرنا له وأبقينا إليه، فكأني بيعسوب الدين قد ضرب بدينه وجأر إلى ربه فأجاب الله دعوته ورحم فاقته وكشف غمته أنزل نصرته وأظهر حكمه وانتعشه بعد هلاكه وأحياه بعد وفاته وقواه بعد ضعفه برجل من

(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»
الفهرست