الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٤٦٩
أهل بيت نبيه فيظهره في بعض أرضه ويقيم به عمود الدين ويعز به المؤمنين ويقل الكافرين ويذل الفاسقين ويحكم بكتاب رب العالمين يمكن الله له في أرضه وطأته ويظهر كلمته ويعز دعوته ويشبع به البطون الجائعة، ويكسو به الظهور العارية، ويقوى به ضعف المستضعفين ويزيل به ظلم الظالمين ويرد به الظلامات وينفي به الفاحشات ويطفي ء به نار الفسق ويعلي به نور الحق، ويؤيده بالنصر وينصره بالرعب، ويعز أولياءه ويذل أعدائه، فكل ما ملك من الأرض بلدا دعاه الغضب لربه إلى طلب غيره حتى يملك البلاد كلها ويطأ الأمم بأسرها بعون الله وتوفيقه ونصره وتأييده فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما لا تأخذه في الله لومة لائم يجتمع إليه أعوانه ويلتئم إليه أنصاره من مناكب الأرض كلها كما يجتمع قزع الخريف في السماء، هاه هاه كأني به يقدم الألوف ويجدع من أعدائه الأنوف ويخوض الحتوف يفض الصفوف بعساكر كبيرة الغوايل فيها حماة الليوث القواتل تطير بالضرب ذوات الأنامل ويفري بالبيض شهب المحافل حتى إذا تنازل الفرسن وظهرت دعوة الرحمن ودعي إلى الحق كل إنسان وتناوش الأقران واختضب المران وحمي الطعان وطاح الهام واختلط الأقوام وقهر الاسلام وظهرت دعوة محمد عليه السلام ونصر هنالك المؤمنون وخذل الكافرون ومن بغي عليه لينصرنه الله إن الله لقوي عزيز فحينئذ يتم نصر الله لمحقين ويصح خذلانه وهلاكه للفاسقين، ويجتث الله أصل أئمة الجور الضالين، ويحيى الله ببركة الطاهر المهدي دعو الحق ويعلن كلمة الصدق ويمن بذلك ويتفضل به عليه ويحسن تأييده وتوفيقه فيه.
(٤٦٩)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الأكل (1)، الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»
الفهرست