الأحكام - الإمام يحيى بن الحسين - ج ٢ - الصفحة ٤٦٥
قال: وليس له إذا عقدت له البيعة أن يخرج مما دخل فيه ولا أن يرفض ما عقد له ما وجد على أمر الله معينين وفي مرضاة الله ساعين ينهضون معه أن نهض ويجاهدون معه إن جاهد ويرحلون معه إن رحل وينزلون معه إن نزل ويبذلون أنفسهم وأموالهم ويقتدون به في كل أحواله فإذا وجد أعوانا كذلك ينال بهم ما يريد ويجري بهم على الظلمة الأحكام ويظهر فيهم دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئا شيئا يتزيد بهم في كل يوم في البلاد ويناصحون معه في قتال من خالفه من العباد فلا يجوز له الخروج عنهم ولا يحل له التنحي والانفراد منهم ما أقاموا على ذلك وكانوا له كذلك، فة أما إن هو خولف في أمره وعوند في حكمه، ولم يطع على جهاد أعداء الله ودعاهم إلى الجهاد ودعوه إلى الاخلاد ودعاهم إلى النهوض فدعوه إلى القعود وسألهم المواساة لإخوانهم المسلمين وأن يبذلوا بعض أموالهم في المجاهدة في سبيل رب العالمين فبخلوا بها عن الانفاق ولم يضربوا معه في سبيل الله إلى الآفاق وقصرت هممهم وصغرت أنفهسم وساءت طاعتهم ولم يجد من يردهم به إلى الحق ويضربهم به على كلمة الصدق لم يحل له المقام بينهم ولم يجز له عند الله التشاغل عن غيرهم بهم ووجب عليه ما أمر الله به رسوله حين دعا فلم يطع وأمره فلم يتبع أيام مقامه بمكة ومن قبل ما كان منه من الهجرة فأمر الله تبارك وتعالى بالتنحي عن الظالمين والبعد منق رب المخالفين فقال سبحانه: * (فتول عنهم فما أنت بملوم وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * (6) فأمره بالتولي عن من عصاه والتنحي عمن أباه وأخبر أنه من بعد الاجتهاد غير ملوم في تركهم ولا بمعاقب في رفضهم ثم أمره بالتذكرة للعالمين والدعاء لجميع المربوبين وأخبره أن

(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست